العدد 4276
الإثنين 29 يونيو 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
إلى باريس الحب
الإثنين 29 يونيو 2020

دعوني في هذا الصباح أن أنثر في عين باريس هذا النثر، لا الشِعر، قبل أن أدخل في عملية جراحية أخرى للوجع اليومي، لعل الله - لأجل عين باريس - يوزع البركات المقدسة لكل العالم سماء وأرضا، كونا ومجرات...

أحبك حبيبتي باريس، أكثرَ من كتبِ الغرام، وحبك يكبر عاما بعد عام، وكلُ ابتعادٍ عنك لا يليق به الكلام، وهل أنساك يا حبيبتي باريسُ، وأنا الذي هاجرت في عيونك عشرين عاما؟

أنا في عيونك يا حبيبتي، نزعت الخناجرَ والسهام حبيبتي باريس، هل تذكُرين حبيبك؟ هذا الفتى الصغير؟ هذا الذي قد جاء يوما حاملا معه حقيبةَ الترحال، والجرحَ الكبير...؟ هذا الذي باع الوجودَ لعينك وغدى بعرشِ حبك كالأمير. هذا الذي يوما ينام على شفتيك مستلقيا، ويومَ يبكي كطفلٍ على قِطعِ الرخام. هل تذكرين حبيبك؟ أنت التي استبدلت ذاك الحزنَ يوما بالغرام. إني أنا المجنونُ سيدتي، يوما تغطيني بشال الرِمش، ويوما بالهِيام. أنت التي أغفو على أهداب عينيها ولا أنام. أنت التي أخرجتِ قلبي المكسورَ من تحت الرُكام، وأنا الذي سبحتُ فيك محطما وتركت تاريخَ الحُطام.

باريسُ، يا باريسُ، يا باريسُ، إن الحزن يقتلني وتاريخي طويل... هل تذكرين حبيبتي باريسُ، يوم رحت تمشطين شَعرَ كلماتي...؟ هل تذكرين يوم ارسمُ حبَك على ورق الكتابة نجمةً بين الدواة؟ هل تذكرين حبيبتي، شوارعَك المعطرةَ بالمطر...؟ هل تذكرين السَكرةَ الأولى وخصرُك يرقص كالغزالة يوم أهداك الجمالُ عيونه، وأهداك جماله؟ ما أشهى باريسَ تلون البستان ملونا كالبرتقالة. إني رأيت الله يَصدحُ بالرسالة. ورحت اقرأ للعالم ضحكتك الجميلةَ، ولونَ شعرِك الذي أعطاني اللوحةَ المثلى واللونَ الجميل. باريس مشتاقون مشتاقون والحبُ يَغمرني بالمطر، ممزقا جئت هنا أشكيك الحبَ ومن غدر باريس، إن غيابَ حضنِك قاتلٌ، وأنا أنام على الحجر. كل الوجوهِ من دون وجهك لعنة الحظِ الكئيبِ مع القدر... كلُ الوجوهِ قبيحة ووحدك أنت القمر.. كل الثيابِ قبيحة إن أنت عارية بلا صور. أنت العيونُ الزرق حين يحلو لي النظر، أنت الكؤوسُ المُسكِراتُ ما أحلى السكر. مطرٌ مطرْ، مطر مطر، من دون باريسَ الجميلةِ لا سفر. نامي بحفظ الله يا باريس، إني أرسم اللقيا للقياك حبيبة، وأطير مسافرا في الريح وفي يدي هذي الحقيبة... مودعا هذي البلاد وراحلا عن هذه الدنيا الكئيبة؛ لأحطَ في عينيك يا باريس، سريّ الأغلى وأعلنَ في الهوى أنت الحبيبة. أنت الحبيبة.

شكرا للمواقف الرائعة للقيادة في مواجهة كورونا بطاقم طبي ذهبي ملائكي، أثبت البحرينيون فيه أنهم من خامة مهربة من السماء، ويستحق الأطباء والممرضون حنانا إداريا، ورواتب عالية، وامتيازات تفوق حتى الوزراء؛ لأنهم وضعوا حياتهم على أكفهم وألقوها حمائم فدائية تطير مع الريح ومع أرواح مرضى كانت معلقة بين حبال الموت والحياة. والمتطوعون يستحقون حنانا وظيفيا يليق بموقفهم.

أثبت سمو ولي العهد، أنه الجرّاح الذي يستطيع في ظل الأزمات أن يخيط جروح المنعطفات الملتوية الخطيرة بإبرة من ذهب وخيط من حرير. إن مكافأة الأطباء والممرضين والكوادر الإدارية تكون بإعطائهم أجمل الامتيازات... وأفضل القلائد وأعلى الرواتب.

من الأفكار الخاطئة في تاريخ الأوقاف أن يبقى متول مشرف على وقف بالملايين دون نقاش. بإمكان إدارة الأوقاف دراسة أفراد من كل منطقة، نوعية متميزة غير مسيسة ونظيفة الكف وتحمل بعدا وطنيا وغير محسوبة على تيار لتكون حلقة وصل بين إدارة الأوقاف والوقف والناس.

هذا كعلاج يقي عن دكتاتورية المتولي وعن خوف وصول أشخاص مسيسين في أي قرية أو مدينة. إذن هناك وسط بديل لإنقاد أي قرية من فتن الاختلاف. هذا ما نتمناه لجد الحاج، البحث عن سبعة أشخاص مثلا غير مسيسين ووسطيين يحملون نبض الشارع وحب الوقف وما أكثرهم.

أشكر كل المتصلين من الشباب البحريني المتفاعلين مع قانون العقوبات البديلة، وأرفع القبعة لهم لانتقادهم بيانات قم وبيروت ولندن وأقول لهم: استمروا بكل وطنية، ووضعوا يدكم بيد الدولة، ولا عيب من المراجعة، وإعادة النظر. وكم أفرحني انتشار ثقافة جديدة، ألا يكونوا حطبا لمحارق قادمة أو “دفع الفواتير السياسية” التي حذرت منها طيلة 18 عاما.

سوف تشهد البحرين بإذن الله فرحا كبيرا، ويكون أجمل الأيام يوما لم يأت بعد. زرت منزلا في المحافظة الشمالية التقيت مع أمّ، تنتظر أن يشمل قانون العقوبات ولدها. مسحت دمعها، وخرجت وهي تبتسم أملا. سوف أفرد مقالا عن اللقاء لاحقا.

من الأخطاء الجوهرية في الأوقاف نظام الوقف، فلابد لأجل كسر وديعة بالملايين وجود لجنة عليا متخصصة في أهمية كسر مثل هذه الودائع المليونية وفي كيفية استثمار مثل هذه السيولة، ولابد من وجود شرعيين أكفاء في علم الاقتصاد والاستثمار، ومعرفة جدوى الاستثمار “مش زرع الله على الله”.

علينا جميعا تقديم الشكر لجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، فخلال السنوات الخمس هذه منذ 2015 إلى 2020 حصلت وزارة الإسكان على مبلغ من خلال الميزانية 638 مليون دينار لأجل المشروعات الإسكانية للناس. هذا يقودنا إلى الشكر والعرفان للقيادة، وترسيخ الحب والولاء. والشكر الكبير للمبالغ الضخمة التي تصرف لأجل مواجهة فيروس كورونا ومجانا. علينا أن نصفق للإنجازات الكبيرة. هذا هو الحُكم، وهذه هي القيادة الكبيرة التي تقف مع شعبها عند الفرح والأزمات، ونعاهدها أن نبقى أوفياء لها ولهذا الوطن العظيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية