+A
A-

سعد الجزاف..خمسون عاما من العطاء "الفن والالتزام"

يتناول كتاب" الفنان المسرحي سعد الجزاف..خمسون عاما من العطاء" للباحث الفنان إبراهيم الدوسري، سيرة حياة علم من اعلام المسرح في البحرين وتاريخه الحافل بالإنجازات الفنية ودوره المؤثر في إرساء قواعد لغة الفن الأصيل وأحد مؤسسي مسرح الجزيرة ومن فنانيه المخضرمين . يقع الكتاب في 233 صفحة ويضم عشرة فصول جاءت كالتالي:

الفصل الأول.. "النشأة والمكان"، الفصل الثاني" مراحل التعليم".. النوافذ الأولى على الحياة.". الفصل الثالث، "العمل ، والسينما.. ورياضة كمال الأجسام".  الفصل الرابع "الولع بالمسرح والانطلاقة من نادي الجزيرة الرياضي". الفصل الخامس "إنجازات الفنان سعد الجزاف في التمثيل والإخراج" الفصل السادس" إسهامات الفنان سعد الجزاف ممثلة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية". الفصل السابع.  "محطات في مشوار حياة الفنان سعد الجزاف". الفصل الثامن “من آراء وأقوال الفنان سعد الجزاف". الفصل التاسع. "شهادات وذكريات". الفصل العاشر "لمحة تاريخية عن عائلة الفنان سعد الجزاف". ملحق الصور وشهادات التكريم.

وفي تقديمه للكتاب يكتب الدوسري، منذ طفولته والفنان سعد الجزاف عيناه ترصدان الحياة، ومكوناتها الاجتماعية من حوله في بيت الأسرة، والمحيط الاجتماعي في أحد أحياء منطقة حالة أبو ماهر في مدينة المحرق القريبة من شاطئ البحر المطل على مدينة المنامة من جهة الغرب، اعتاد (سعد) أن يتأمل حركة الناس وسكناتهم ، ملامح وجوههم ، وأجسامهم في حالات الفرح والألم، والغضب والحزن، وفي حالات عراكهم وعناقهم وحين أصبح يافعا، أخذ يميل إلى الصمت والعزلة، وتأمل السماء والغيوم، والبحر والأفق البعيد، وراح يفكر في المستقبل، وأخذت الأسئلة تتناسل في عقله، عن ماهية وجوده ودوره في الحياة، وما الذي يستطيع أن يقدمه لمجتمعه ووطنه، في تلك الأثناء كان مبهورا بعدد من شخصيات الحي الذي يعيش فيه شخصية النوخذة، ربان السفن سالم بن حسن، تلك الشخصية القوية المهابة في الحي، وشخصيات أخرى منهم: - راشد بن محمد – سارد الحكايات في الحي، وعبد الله الهيئة وأخواه مطر وجمعه، الذين كانوا يقومون بتأدية مشاهد تمثيلية فكاهية شعبية ارتجالية لأهالي الحي عند ساحل حالة بو ماهر القريب من الحي الذي يقطن فيه الفنان سعد الجزاف فضلا عن تأثره بأبطال الأقلام السينمائية العربية التي شاهدها، وهو في مقتبل العمر في صالات السينما في المحرق و المنامة بصحبة شقيقه الأكبر عبد اللطيف الذي كان مولعا بمشاهدة الأفلام.

 تلك المشاهد اكتنزت في ذاكرة الفنان سعد الجزاف وهو صبي، فحفزت موهبة التمثيل والإخراج لديه، والتي أعلنت عن نفسها بعد أعوام قليلة حين التحق في عام 1915م بنادي الجزيرة الرياضي، حيث قام هو وعدد من زملائه بتكوين فرقة مسرحية في النادي، واستمر  منذ ذلك الوقت.

من أبرز الفنانين في مسرح الجزيرة في التمثيل والإخراج، حتى غدى من أشهر الممثلين والمخرجين المسرحيين في البحرين والخليج والوطن العربي، كما اهتم الفنان سعد الجزاف بممارسة رياضة رفع الأثقال وكمال الأجسام، وأصبح حتى أواخر الستينات من القرن العشرين أحد الأبطال في هذه الرياضة على مستوى البحرين.​