العدد 4273
الجمعة 26 يونيو 2020
banner
“التواضع” يافطة تلامس الشمس بصدفة مرصعة بالعظمة
الجمعة 26 يونيو 2020

كلنا كبشر تطعمنا شجرة الحياة، وتدفئنا شمس واحدة، وحكاية كل واحد منا بسيطة مركبة، من سلخت بشرته أشعة الظهيرة، أو من اختنق من هواء المكيفات في المكاتب أو قفص الراحة، فالملايين من البشر تشقى صباحا ومساء، تزرع وتنتظر الحصاد، ومنذ بدء الخليقة “والناس لبعضها البعض” مهما اختلفت المراكز والأشكال، والشخص المتواضع يقطن في محراب السماء، وتسقط عليه أوراق الجنة والرضى الرباني.

عش متواضعا ومحبا للناس ستكون في قصور السعادة، وحياتك مفعمة بالنور وأناشيد الورد وعطور القرنفل، وكما يقول أحد علماء النفس، إن كنت يا صاح تظن أنك أرفع مرتبة من الناس الآخرين فهذا رأي مغلوط، عليك أن تبادر إلى تغييره وإزالته من فكرك كليا، وإن كنت تعتقد أنك لست بحاجة إلى الآخرين، فلا يمكنك الاستمرار على هذا المنوال مهما كان مركزك الاجتماعي أو المادي، لأنك إذا لم تحتج إلى الناس ماديا أو معنويا لابد أن تحتاج إليهم في أمور أخرى، لعلك تعدها تافهة بسيطة ولكنها تصبح في غاية الخطورة حين اللزوم إليها.

فحاول أن تكون اجتماعيا، وعامل الناس على اختلاف طبقاتهم، لا تحتقر وضیع القوم ولا تهب رفيعهم، ما دمت أنت على حق، حاول أن تكون اجتماعيا تكسب محبة الناس وترضى عن نفسك ويرضى عنك الناس.

بعض الأشخاص يعتقدون أنهم زيادة في هذا المجتمع وأنهم عالة على غيرهم، وأنهم لا يصلحون لعمل ما، لذلك يشعرون بالوحدة في هذا الكون ويحاولون الابتعاد عن الآخرين ما أمكن بسبب اعتقادهم السابق بأنهم أقل مرتبة من غيرهم على الرغم من تميزهم، ومجملا الأشخاص الذين ينعزلون عن الناس ويعيشون وحيدين بعيدين عنهم يعانون كثيرا من التعاسة والهموم والحرمان.

إذا أذكر نفسي وأذكرك عزيزي القارئ... إن هذه الأرض خلقت ليمشي عليها الإنسان، ويعمر ويبني، والتواضع والتعاون يافطة تلامس الشمس بألف صدفة مرصعة بالعظمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية