العدد 4272
الخميس 25 يونيو 2020
banner
عقليات سائدة
الخميس 25 يونيو 2020

كان الأولون يرتحلون لصيد اللؤلؤ، وهو ما يتفق على أنها مهنة الغالبية العظمى من سكان الخليج قديماً، ويتكفل النساء حينها بإتمام كل الأعمال لحين عودتهم، وهو ما يعتبر أنموذجاً للشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة، ولم تكن النسوة وقتئذ تمتهن الوظائف على اختلافها كما هو حاصل اليوم، وربما نستثني القليل من المهن والحرف النسائية المناسبة لطبيعتهن، حتى لا نمنح طرحنا هذا صفة الإطلاق.

وقد سيرت سلطة البيت في ظل تلك الأوضاع لصالح الرجل، كونه مصدر الرزق للعائلة، ناهيك عما منحه الدين والمجتمع والثقافة من متسع على مستوى الحرية الشخصية والحضور، وربما استغل بعض الرجال هذه السلطة استغلالاً سيئاً، في حين أن المرأة مارست دورها الطبيعي في الإنجاب، وتربية الأبناء، إلى جانب أعمال البيت، لكن مع بدء المرأة المشاركة في كل نواحي الحياة العملية باستقلالية تامة، والتي قد تتناسب أو لا تتناسب مع طبيعتها الجسمانية والسيكولوجية، اختلفت المعادلة، بعدما تبدلت المعطيات، لتصبح المحصلة مغايرة تماماً.

ولا تكمن المسألة في امتهان المرأة كل الأعمال، بل ببقاء العقلية القديمة حاضرة إلى يومنا هذا رغم التغير الذي حصل؛ فمازال ينظر إلى المرأة على أنها الإنسانة الضعيفة المغلوب على أمرها، رغم الاستقلالية والحرية والقوانين الداعمة التي تتمتع بها اليوم، ناهيك عن استغلال البعض لهذه النظرة في تعزيز انطباع سوء الرجال، واستئثارهم، وهيمنتهم، في حين أنه لا يوجد رجل سيئ، ولا حتى امرأة سيئة، بل يوجد إنسان سيئ، من الممكن أن يصدر منه أو تصدر منها أية أخطاء، وعليه، لا يمكن تقبل إسقاط سيئات بعض رجال الأمس على رجال اليوم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .