العدد 4268
الأحد 21 يونيو 2020
banner
ضمير عالمي
الأحد 21 يونيو 2020

يقولون إن الضمير يتحدث بجميع اللغات، وإن لغة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه في مخاطبة أهل الحكمة، تتسم بالشفافية والصدق ودماثة الروح ودقة الكلمة.

من هنا كان للضمير الحي من لدن سموه فعل التحقق وهو يناشد العالم بأن يعم السلام أرجاءه، والوئام مناطقه المشتعلة، والازدهار بلاده التي تسامح الآخر وتقبل به.

مؤخرًا وليس آخرًا وبالتحديد يوم الجمعة الماضية اعتمدت اللجنة التحضيرية للمجلس التنفيذي لـ”اليونيسكو” يوم الضمير العالمي الذي أطلقه الأب الرئيس، والدور الذي تقوم به مملكة البحرين في إرساء قواعد الأمن والاستقرار والدعوة المتواصلة لها حتى تتعايش كل الأمم في تعاون وتسامح وتكاتف وسلام؛ من أجل عالم أفضل، وأيام أجمل.

عالم اليوم غيره بالأمس يكابد، ويعاني من أجل الانتصار على الطبيعة، وعلى جائحة كورونا، الإنسان أي إنسان لا يجب أن يميز بين وطن وآخر، أو بين عرق ولون وأصل وفئة على أساس الجذور والامتدادات.

الجائحة هجمت على الإنسانية جمعاء، من دون تفرقة أو استثناء، لم تستثنِ أحدًا، ولم تميز ضد أحد، ولم تنحز إلى جانب أحد، الكل سواسية في الكوارث، والكل متساوون في التعدي من المجهول على أمان ووحدة وإنسانية الإنسان.

كورونا لم يفرق، والأعاصير الغاضبة لم تختار، والعواصف والزلازل والبراكين لم تبدِ إعجابها بمنطقة أو قارة بمعزل عن منطقة أو بلد أو قارة أخرى.

جميعنا تحت وطأة الطبيعة معلقون من رقابنا، وجميعنا في جائحة كورونا تحديدًا مرتهنين في قبضة حديدية لفيروس لا نراه لكنه يرانا، لا نشاكسه، لكنه يشاكسنا، ولم نعتدِ عليه أو نهاجمه أو نؤرق مخدعه، لكنه يعتدي علينا ويهدد حياتنا، ويضربنا بكل قوة وكل شراسة وكل انتقام.

من هنا كان الضمير اليقظ للإنسانية جمعاء هو مطلب خليفة بن سلمان، تمامًا مثلما هو مطلبنا للبشرية المعذبة بالجوائح والمحبوسة في خنادق المعاناة.

المجتمع الدولي يفهم جيدًا في رسائل سمو رئيس الوزراء، يؤيدها عن ظهر قلب؛ كونها ترتبط برخاء وسلام الإنسانية، وكونها لا تفهم لغة أخرى غير لغة التعايش والتسامح والنزول إلى رغبة الآخر ومحاولة فهم مقصده والإيمان بمبدأه أو القبول به، ومن ثم وضع اليد على اليد من أجل عالم أكثر حفاوة ببعضه البعض، وأكثر نقاوة مع بعضه البعض، وأكثر مثالية لخير الإنسان عندما تشتد الجوائح فينكفئ فوق بعضه البعض.

يوم الضمير العالمي هو يوم خاص لخليفة بن سلمان، يوم مكتوب باسم سموه، ليصبح مرسومًا على لافتات الأمم، وأعلام المؤسسات، ونقود وطوابع بريد الدول.

يوم الضمير هو يوم البحرين وهي في أوج تألقها عندما تصارع مجهولًا بمعلوم، وغائبًا بحاضر، وماضيًا بمستقبل، إنها حالة جديدة لدولة يانعة شربت من شلالات الخبرة ما يكفي لكي تقود، وما يؤهل لكي تواصل، وما يهدد لكي يزول، إنها البحرين دائمًا وأبدًا في نصب أعين قادتها، وفي عمق أعماق أبنائها، دولة مستعدة فوق العادة يحركها ضمير حي، وتدفعها روح تعشق الحياة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية