العدد 4257
الأربعاء 10 يونيو 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
استغلال حقوق الإنسان
الأربعاء 10 يونيو 2020

أثارت قضية مقتل الأميركي جورج فلويد مواقف مختلفة لبعض الفرقاء والجهات والتنظيمات والأحزاب بل وحتى الدول، ففريق تباكى وفريق غضب وفريق رقص وفريق استغل وفريق ادعى الشرف، وهكذا، كل جهة استخدمت قضية فلويد وكيفتها على حسب توجهها ومصلحتها، فمثلا، نظام كسرى طهران، أكبر منتهك لحقوق شعبه وراعي الإرهاب العالمي، حمل لواء مظلوميته وأصبح أشرف نظام بالعالم يدافع عن حقوق الإنسان.

بينما الجزيرة وبتغطيتها يخيل إليك أنها تغطي أحداث مؤامرة الربيع العربي، بمعنى أن المشاهد العربي أصبح في نظر الجزيرة مواطنا أميركيا تسعى لتحريضه على الثورة ضد ترامب، لا أنه مشاهد عربي لا يستطيع فعل شيء حتى داخل أسرته، طبعا لكره سياسة 96 القطرية لترامب، تلجأ الجزيرة لتشويه صورة ترامب أمام المشاهد العربي، في إفلاس وغباء مهني تحريري.

وهناك نقطتان مهمتان يجب التركيز عليهما وملاحظتهما بخصوص مقتل فلويد، هما أن قضية حقوق الإنسان طالما استغلتها الدول الغربية في تحريك الخونة العرب من عبدة الشعوبيين بإيران وتركيا من أمثال الإخوان المسلمين وحزب الله والحوثيين وأتباع المقبور سليماني بالعراق، للإضرار بالاستقرار والأمن والنسيج الاجتماعي والنظام السياسي للشعب العربي، ورأينا كيف دعمت بعض الأنظمة الغربية محاولة الانقلاب الإيرانية الفاشلة بالبحرين تحت حجة حقوق الإنسان، وهاهي واشنطن تكتوي بنار قضية حقوق الإنسان من جو بايدن والديمقراطيين، واستغلالهم مقتل فلويد للإضرار بترامب والجمهوريين، وشاهدنا المساجلات الإعلامية بين الفريقين.

النقطة الثانية أن حقوق الإنسان بمثابة فرصة للتنظيمات الإرهابية والغوغاء والرعاع لتنفيذ مخططاتهم، فحركة أنتيفا اليسارية استغلت قضية فلويد لممارسة إرهابها، فقام ترامب بتصنيفها حركة إرهابية، والغوغاء والرعاع استغلوا القضية ففريق مارس هواية السرقة والسلب والنهب، وفريق تلذذ بتكسير السيارات والمحلات وكل شيء يصادفه أمامه، لهذا فكل شخص يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان هو بالواقع كاذب أو مستغل أو عميل، ولنا في وصف ترامب لبايدن والديمقراطيين واستغلالهم قضية فلويد خير دليل بكلمة “كاذبون مستغلون عملاء”، فكيف الحال بالعملاء العرب الذين يسمون أنفسهم نشطاء حقوق الإنسان بالعالم العربي؟ لاشك أنهم يمارسون أقذر عمالة واستغلال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية