العدد 4245
الجمعة 29 مايو 2020
banner
التنوع الثقافي حاجة إنسانية
الجمعة 29 مايو 2020

إن ما يُحقق التماسك الاجتماعي والتفاهم بين الشعوب هو التبادل الثقافي والحوار المنصف بينها، والقائم على الاحترام الإنساني والتساوي في الكرامة، وهذا ما يعمل على تشجيع التعددية الثقافية وإزالة التطرف والتعصب وغرس مبادئ العدالة، وللثقافة دور كبير في إنهاء النزاعات والصراعات، والثقافة لغة واحدة حتى لو تعددت الثقافات، كما أنها تشجع على حرية الرأي والتعبير لجميع اللغات في الوطن الواحد حيث يجد جميع الناس إنسانيتهم المشتركة في هذا التنوع.

والتنوع الثقافي يرتبط بالحوار، والحوار يؤدي إلى الانفتاح على الآخر، سواء الحوار بين الدول أو بين الأفراد وفي مختلف المجتمعات، فالحوار يرفع الوعي الإنساني ويبني قاعدة صلبة للتبادل والتفاهم بين الجميع، لذا لابد من الاعتماد على الثقافة كمؤشر للتنمية وبناء مستقبل ناجح لتهيئة حياة فكرية وعاطفية ومعنوية أكثر شمولا واستدامةً، وهذا يتطلب دمج مبادئ التنوع الثقافي وقيم التعددية الثقافية في مُجمل السياسات الاجتماعية عبر الشراكة العامة والخاصة وبما يُحافظ على الهوية الوطنية.

وذكرت “منظمة الأمم المتحدة” أن “كوفيد 19” والعزل الاجتماعي في البيت أو في الدولة ساهم كثيرًا في تحول بلايين الأشخاص إلى الثقافة كمصدر للرفاه والتواصل وذلك عبر الإنترنت من خلال الزيارات الافتراضية إلى المتاحف وصالات العرض السينمائية وغير ذلك، وهذا ما يؤكد أن التنوع الثقافي لمختلف الفعاليات والأنشطة قوة محركة للتنمية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

إن وحدة المجتمع قائمة على الهوية الوطنية، لكن ذلك لا يعني إغفال الثقافات الأخرى، ومع اختلاف اللغات ومفرداتها إلا أن هناك ما هو جامع بينها، مع الحفاظ على الخصوصية القومية والدينية لكل هوية، وهذا ما سيعمل على اجتثاث ممارسات الكراهية والتعصب وسيسهم في التعامل مع كل الثقافات والتيارات من غير تهميش بما يُحقق الأمن الاجتماعي والاستقرار بين أفراد المجتمع.

إن دول العالم توحد صفها اليوم في جبهة واحدة لمكافحة الكوفيد بالتكاتف ماديًا وعِلميًا لإيجاد علاج له، ليس لدولة معينة بل لجميع الدول والشعوب، وهذا التعاضد والتكاتف الدولي هو نتيجة للحوار بين هذه الثقافات واحترام آراء جميع الدول الكبيرة والصغيرة والفقيرة والغنية، فالكوفيد أعلن الحرب على جميع هذه الدول وشعوبها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .