العدد 4237
الخميس 21 مايو 2020
banner
ياسمينيات ياسمين خلف
ياسمين خلف
في العيد “خلكم بعيد”
الخميس 21 مايو 2020

الأسبوعان الماضيان لم يكونا هينين أبدا على البحرين، حيث رُصدت المئات من الحالات المصابة بفيروس كورونا بشكل يومي، وسُجلت حالات وفيات. القلق دب بيننا ووضعنا أيدينا على قلوبنا من المقبل من الوضع، والذي قد يتجاوز فيه عدد الحالات الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج، ونسمع عن زيادة عدد حالات الوفيات، نعم أغلب حالات الإصابة كانت بين العمالة الوافدة، التي لم تلتزم بالإرشادات الوقائية، لكن وفي المقابل كان من بين تلك الإصابات عدد كبير من المواطنين كذلك، أسر بأكملها! والذين اعترفوا بأنهم لم يلتزموا بقواعد التباعد الاجتماعي، وتناولوا وجبات إفطارهم مع أسرهم، فتسببوا بانتشار الفيروس بين أقرب الناس إليهم، ومن بينهم كبار سن وأطفال رضع!

العيد على الأبواب، وكلنا مشتاقون لأهلنا الذين لم نرهم منذ أشهر، وكلنا نشعر بأنه لا طعم للعيد من غير “لمة الأهل وغداء العيد”، لكن لنتذكر أننا مسؤولون، وأية إصابة جديدة نكون سببا فيها لعدم التقيد بالإرشادات الوقائية، حينها نحن المذنبون، بل نحن المجرمون في حق من سيدخل الإنعاش وقد يفقد حياته.

ولنعلم أن أياً من الحالات المصابة لم تكن تتوقع أصلا أن تُصاب بالفايروس، لكنها أصيبت به في النهاية! ومن تلك الحالات كذلك من كان يعطي لنفسه العذر في التزاور والاختلاط بالمقربين منه بحُجة الشوق إليهم أو لأسباب خاصة، وللأسف جميع تلك الحالات أبدت ندمها في وقت لم يعد فيه الندم ينفع!

مؤلم أن لا يتمكن الابن من رؤية والده، وصعب على البنت أن لا تزور أمها مع أطفالها، لكن الأكثر ألماً أن تُصدم بخبر إصابة والدك بفايروس لا يقوى جسده على مقاومته، والأصعب أن يصلك خبر وفاة والدتك بعد دخولها العناية المركزة ولا تتمكن حينها لا من توديعها قبل دفنها ولا حتى المشاركة في عزائها.

كنت أتمنى أن يكون مقال العيد أكثر زهوا كما العيد دائماً، لا قاتماً، لكن خوفا عليكم، وحباً فيكم، في العيد “خلكم بعيد”.

 

ياسمينة:

هي أزمة وستنجلي وعيدكم مبارك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية