+A
A-

استشاري في جراحة العظام يحذر من إهمال علاج الديسك و"عرق النسا"

يبلغ المواطن "عبدالله" الخمسين من العمر، وقد أدت إصابته بمتلازمة العضلة الكمثرية أو ما يعرف بسم "عرق النسا الكاذب" إلى تغيير حياته كليًا حيث لا يتمكن من التحرك بصورة طبيعية وكأنه مصاب بالشلل، وقد أدى ذلك إلى تقاعده من العمل من ناحية، ومعاناته الدائمة مع الآلام وعدم القدرة على الحركة في كثير من الأحيان من ناحية أخرى، والسبب في ذلك كما يقر "عبدالله"، يعود إلى أنه أهمل العلاج مبكرًا حتى ساءت حالته.


متلازمة العضلة الكمثرية
ومثل المواطن "عبدالله" غيره من المرضى الذين ساءت حالتهم الصحية بسبب إهمال علاج "الديسك" أو "متلازمة العضلة الكمثرية"، وتأثرت حياتهم الزوجية والاجتماعية والمهنية، وربما يعرف الكثيرون مشكلة "الديسك"، وهو انزلاق القرص الذين يفصل بين فقرات العمود الفقري ويسبب بالتالي ضغطًا على النخاع الشوكي والأعصاب وينتج عنه الشعور بآلام شديدة، ولكن، ما هي متلازمة "العضلة الكمثرية" وهي من الحالات الشائعة في المجتمع البحريني؟


يقول استشاري أمراض وجراحة العظام بمركز الشرف التخصصي للعظام والعمود الفقري يوسف شرف الشرف أن متلازمة هي إصابة عضلة الكمثرى الموجودة في عمق منطقة الأرداف، وتتسبب هذه الإصابة في تهيج وانضغاط العصب الوركي الذي يمر خلف العضلة الكمثرية، وفي بعض الأحيان يمر من خلالها، ووتتشابه أعراض متلازمة العضلة الكمثرية مع أعراض عرق النَسا مما يزيد من صعوبة تشخيص متلازمة العضلة الكمثرية، لذلك تتشابه أعراض متلازمة العضلة الكمثرية أو عرق النَسَا الكاذب مع أمراض أخرى أشهرها عرق النسا والإنزلاق الغضروفي والتهاب الكيس المدوري، ويعتمد تشخيص الحالة بدرجة كبيرة على الفحص السريري.


أكثر أسباب الإصابة
وتتعدد أسباب هذه الإصابة، فمنها التعرض للإصطدام المباشر في العضلة الكمثرية نتيجة حادث مروري أو سقوط من ارتفاع أو إصابة أثناء ممارسة تمرينات رياضية، أو بسبب رفع وحمل أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة، أو بسبب اختلاف طول الساقين، والتفاف مفصل الفخذ بصورة مفاجئة، أو الجلوس لفترات طويلة بصورة عامه والجلوس على أسطح غير مستوية مثل الجلوس اثناء وجود محفظة النقود في الجيب الخلفي بصورة خاصة، ومن الأسباب أيضًا وجود جراحة سابقة في الفخذ أو جرح غائر إخترق العضلة أو تشوه والتواء في العمود الفقري "الجنف" أو نتيجة سبب خلقي أو تطوري لموقع غير طبيعي للعضلة الكمثرية أو العصب الوركي، ومنها الإفراط في ممارسة التمرينات الرياضية مثل تسلق الدرج، وفي حالات عديدة لا يمكن التوصل لسبب الإصابة.


العلاج الجراحي نادرًا
وبالنسبة للعلاج، يشير الشرف إلى أنه يشمل العلاج التحفظي بالعلاج الطبيعي والتمارين لتخفيف الألم أو شد العضلة، وهناك علاج باستخدام إبرة كورتيزون في العضلة مباشرة، ويكون العلاج الجراحي نادرًا في مثل هذه الحالة، وردًا على سؤال يتعلق بمدى إهمال الناس لهذه الإصابة يقول :"المشكلة ليست في التشخيص، فهناك التشخيص بالأشعة والفحص السريري ودراسة التاريخ المرضي وكيفية حدوث الإصابة، لكن في الكثير من الأحيان لا يتقبل معظم المرضى العلاج وبعضهم "يبغي علاج على كيفه ومن مخه".


مراخين ومشعوذين والحالة تسوء!
ويشرح بالقول :"مثلًا.. تقول للمريض أنك مصاب بالديسك الذي يضغك على العصب فلماذا لم تتعالج؟ فيقول أنه ذهب إلى العديد من الأطباء وكل منهم نصحه بإجراء عملية جراحية لكنه رفض! وهناك من "يهرب" من العلاج الصحيح ويتجه إلى "المراخين والمشعوذين"، فالمشكلة ليست في العلاج فهو متوفر ولكن المشكلة في أن هذه الشريحة من المرضى لا تثق في العلاج ولا في الأطباء إلى حين تسوء حالتهم".


وينصح الشرف المرضى الذين يعانون من إصابات الديسك أو عرق النسا أو غيرها من مشاكل الظهر والعمود الفقري ألا يتأخروا في العلاج، فكلما تأخر تشخيص وعلاج الحالة كلما تعرض المريض لمشاكل صحية أكبر.