العدد 4229
الأربعاء 13 مايو 2020
banner
وَخْـزَةُ حُب د. زهرة حرم
د. زهرة حرم
البحرين الآن: مرحلة التحدي
الأربعاء 13 مايو 2020

تنفسنا الصعداء، ونحن نتابع أخبار انتشار الكورونا في البحرين، أولا بأول، ومنذ أول حالات (الشكّ) بوجود أول حالة؛ فقد كان التعاطي واعيا، ومسؤولا، تقوده أعلى قيادات الدولة. تعاطٍ أشادت به منظمات دولية وجهات متعددة، جَعَلنا فخورين بالمستويات المتقدمة في التعامل مع الحدث، ليس على مستوى رسمي فقط، بل شعبي؛ إذ لطالما كان الشعب البحريني مثالا بارزا للانفتاح، والوعي، والتكاتف، ولا أدل على ذلك من العدد الكبير الذي سُجل للتطوع في الحملة الوطنية لمكافحة الفيروس، وفاق اثني عشر ألف متطوع، مؤشرات جعلتنا - حقيقةً - نهدأ، ونلتزم بالتعليمات الصادرة، وننتظر في صبر جلاء هذه الأزمة.

إذ ذاك؛ ظننا انتظارنا قصير المدة، ونحن نحبس الأنفاس – يوميا – على الأرقام الآخذة في الازدياد! منها حالات لمواطنين عائدين من الخارج، سرعان ما تم احتواء حالاتهم، وتعافوا بحمد الله، وبين كل حظر مؤقت وسماح، لم يسجل البحرينيون عددا لافتا وخطيرا، ولم تكن أعدادهم مقلقة كثيرا؛ لأننا كنا على يقين، بتصرفهم المسؤول أمام حالاتهم، وتفادي انتشارها. غير أن تفشي المرض بين العمالة الوافدة؛ مما أخلّ بكثير من الموازين؛ فالمراهنة عليهم صعبة، في ظل أعدادهم الغفيرة، وتنوع جنسياتهم، وأعراقهم، وثقافاتهم.

وعلى الرغم من ذلك؛ وجدنا البحرين تحتضنهم، وتخصص لهم المساحات هنا وهناك، في المستشفيات والمدارس، وغيرها، وليس هذا غريبا على المملكة المعروفة – عالميًا – بدولة التعايش والتسامح. فكما تنفق على مواطنيها؛ تنفق عليهم. هذا والعالم والبحرين جزء منه، يعيش تصدعات مالية وأزمات اقتصادية في طريقها إلى التفاقم، والانفجار. (شهمة يالبحرين)، وهذا ديدنها منذ القدم، أما واقعنا الآن: مئات الحالات من العمالة يوميًا، لا نريد أن يستشري شررها إلينا – جميعًا - في طرفة عين.

الشعب البحريني - قبل المقيمين - هو دائما من يُعوّل عليه؛ فهو المضيف، والقدوة، والمسؤول، وصاحب البيت، وعليه يقع الحرص الأكبر. المطلوب الآن (طول البال)، وأن يتحول كل فرد منا إلى “شرطي صارم وحازم” مرة، و”طبيب أو ممرض مُعالج ومُعاون” مرة أخرى؛ لنحمي أنفسنا والآخرين حولنا. لا نريد أن تسقط الجبهات القتالية الأولى، التي تحمي ظهورنا؛ فنتعرى وننكشف للفيروس، يفتك بنا وذوينا، ونحن لا حول ولا قوة، كما شاهدنا في دول أخرى، هذا قاسٍ!

لهؤلاء الآلاف الذين سجلوا في حملات التطوع؛ عُدّوا أنفسكم الآن متطوعين، وابدأوا حملاتكم ضده، فإن لم تكونوا في الجبهات الأولى؛ فلا أقل أن تتطوعوا بـ “القعود” الجسدي في بيوتكم، والتحرك “عن بعد” لنشر التحذيرات الصارمة: ما عدنا في وقت “الطبطبة”، إننا في مرحلة التحدي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .