العدد 4229
الأربعاء 13 مايو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
المجهول والمعروف القادمان!
الأربعاء 13 مايو 2020

العالم اليوم أضحى أكثر خطرًا من أي وقت مضى، خصوصا في الشرق الأوسط الذي تزدهر فيه التوترات والمؤامرات والاختبارات التي تجريها القوى المالية والسياسية العالمية المُتحكمة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تملك رموز تغيير الخرائط  بالعالم، والدليل على خطورة هذا الوضع، ليس وباء كورونا وحده ولا انخفاض أسعار البترول ولا الأزمة المالية والكساد العالمي، كلّ ذلك يشكل تحديات قائمة وقد مرَّ بها العالم من قبل، لكن الخطورة فيما يخبئه المجهول من مفاجآت تشبه ما استيقظنا عليه في العام 2011 فيما سمي بالربيع، وقد ثبت كم كان حمام دم أفقد الدول والشعوب الكثير، ومازال بعضها يعاني حتى اليوم كليبيا وسوريا واليمن وغيرها.

هناك أخطار سياسية أكثر تهديدًا من خطر الوباء، فقد لاح بالأفق ومنذ فترة احتقان في دهاليز الحزب الديمقراطي الأميركي المعروف بمطبخ المؤامرات في الخفاء على دول الشرق الأوسط خصوصا، وسيطرة هذا الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي وتحكمه فيها، بالإضافة إلى وجود ثغرات مفتوحة ببعض دول مجلس التعاون مثل العمالة الأجنبية التي فاقت المتوقع، ومثل ضغط أزمة النفط والتهديدات الخارجية، بالإضافة لتداعيات الوباء الحالي... كلّ هذه تضع المنطقة على صفيح ساخن.

يبقى أمامنا خيار الوعي الذي يضعنا بالجبهة الأمامية كدول وشعوب، وندرك المجهول والمعروف فيما يجري، فهناك أمور وبالخبرة اكتسبناها من العام 2011 وهناك مجهول ينبثق في كلّ مرة لا نتوقع تفاصيله لذلك علينا أن نستعد للمجهول والمعروف وأعتقد أنهما خطر، ولكن يبقى المجهول هو الأخطر لأننا لا نعرف مع من نتعامل؟ ولا الأدوات المستخدمة ومتى تدق ساعة الموجة التالية من الهجمة التي تمثل دورة كل عشر سنين أو عشرين سنة على العالم وعلى مناطق محددة يتم اختيارها لتكون محاور التغيير فيها، وقد نجحت القوى المالية والسياسية الدولية بكثير من المناطق بإحداث خلل في التوازنات لصالحها وفشلت بمناطق كثيرة، لكن تبقى العبرة في معرفة الوقت والمكان والأداة السحرية التي ستضرب بها هذه القوى المناطق المختارة وأبرزها الشرق الأوسط.

كما قلت في البدء... العالم أضحى أكثر خطرًا على الفرد والمجتمعات وعلى الدول، ولا أدلَّ على ذلك مما نتعرض له اليوم من ضغوطات في المحافل الدولية أبرز مظاهرها انخفاض أسعار النفط، وحتى في تصعيد الهجمات الديمقراطية اليسارية في أميركا ذاتها ضد الرئيس ترامب تفضح هذه التحركات التي تتخذ من سياسة ترامب الشرق أوسطية المضادة لسياسة أوباما الدمر حجة للهجوم عليه. يقال: إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في العالم عليك معرفة ماذا يجري في دهاليز أميركا الديمقراطية والبيت الأبيض وفي المكاتب السرية لمراكز غوغل وفيسبوك وتوتير وخلف الكواليس.. لنتذكر فقط أين كانت هيلاري كلينتون في العام 2011؟!.

 

تنويرة:

لو نجحت من أول مرة فاعلم أن هناك خطأ في التجربة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .