العدد 4227
الإثنين 11 مايو 2020
banner
حان الوقت... لترويض الوقت
الإثنين 11 مايو 2020

في أوقات سابقة، كنا دائما نتخذ ذريعة “الوقت الضيق” كجواب لكل الأحلام المؤجلة والأعمال غير المنجزة، وكأن الوقت لو امتد لساعات إضافية لكان كافيا للإيفاء بالمطلوب. إنها الذريعة الأكثر استهلاكا من قبل البشر، والغالبية منا تعرف في أعماقها أنها مجرد أعذار باهتة للتهرب وعدم مواجهة النفس حتى إشعار آخر أو ربما سنة أخرى. كثيرون ممن التقيت بهم يلوكون هذه الأعذار أمامي كلما سألتهم عن أسباب عدم القراءة، في الوقت الذي يشكون فيه من الملل والفراغ، ولكن لا عذر منطقي يسوقونه أمام عقلي.

ولعل أزمة الكورونا والحجر المنزلي منحتنا جميعا أوقاتا فضفاضة لنعبئها بما نريد من أعمال وهوايات ورغبات، لكن الشكوى ذاتها لا تزال مستمرة، إذ لم يعرفوا بعد كيفية الاستغلال الأمثل للحجر، هؤلاء أشفق عليهم من أنفسهم، إذ سيبقون كما هم حتى بعد هذه الأزمة، وأجزم بأنهم سيبقون كذلك حتى بعد 10 أعوام من الآن ما داموا بهذه العقلية!

إن اليوم الذي لا تضيف فيه لعقلك معلومة قيمة ولا تشغله بالقراءة الهادفة، إنما هو يوم ضائع لا يمكن أن يعود، فاحسب كم ضاع من أيامك حتى الآن! يقول ماريو فارغاس يوسا الكاتب البيروفي، الحائز على نوبل للآداب لعام 2010 “إن البعض يعتبر قراءة الأدب نشاطا كماليا يمكن الاستغناء عنه... ترفا للأشخاص الذين يملكون فراغا”.

مؤسف أن يرى البعض عملية القراءة ترفا لمن لديه فائض من الوقت لا يعرف كيف يزجيه! القراءة ليست ترفا، بل هي أساس الحياة، وأهم مقوم لبناء الشخصية وتطوير الفكر وقيام المجتمعات.

لا تركن أبداً إلى الملل، خذ كتابا وابدأ الآن، نعم الآن.. فقد حان الوقت لترويض الوقت، بدلاً من أن تتركه يروضك كيفما شاء وشاء الآخرون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .