العدد 4226
الأحد 10 مايو 2020
banner
طيران إيران ونشر الوباء
الأحد 10 مايو 2020

رغم أن غالبية دول الشرق الأوسط تعلم أن إيران كانت المتسبب الأكبر في نقل فيروس كورونا كوفيد 19 إليها، إلا أن طهران دأبت على الإنكار والتعامل مع الأمر وكأنها ضحية من ضحايا الفيروس وليست عاملا من عوامل تفاقم هذه المأساة الإنسانية في دول عديدة.

ومؤخرًا أجرت هيئة الإذاعة البريطانية تحقيقًا عن إسهام شركة “طيران ماهان” الإيرانية في انتشار فيروس كورونا في أنحاء الشرق الأوسط، ولهذه الشركة 55 طائرة ويتولى القطاع الخاص تشغيلها لكنها ترتبط بفيلق الحرس الثوري صاحب النفوذ الأكبر والكلمة النافذة في إيران على مختلف الأصعدة، وتخدم عملياته في سوريا ولبنان والعراق، لهذا خضعت لمراقبة أميركية انتهت بفرض عقوبات عليها، بعد اتهامها بنقل أسلحة وشخصيات بارزة لصالح الحرس الثوري.

ومن الحقائق الأخرى التي كشف عنها تحقيق بي بي سي المدعم بالأسماء والتواريخ والرحلات أن هذه الشركة انتهكت بمئات الرحلات قرارات الحظر، وواصلت رحلاتها لمدن صينية، واستمرت في نقل المسافرين من إيران إلى دول أخرى خلال ذروة انتشار الفيروس فيها، وكانت أولى حالات الإصابة بكوفيد 19 في كل من العراق ولبنان لمسافرين في رحلات طيران ماهان، ففي 19 فبراير الماضي، سافر طالب إيراني في رحلة طيران ماهان رقم W55062 من العاصمة الإيرانية طهران إلى مدينة النجف في العراق وقد سُجل كأول حالة رسمية للإصابة بكوفيد 19 في 24 فبراير في البلاد.

وفي 20 فبراير الماضي، عادت امرأة لبنانية في الحادية والأربعين من عمرها إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد زيارة مدينة قم، في رحلة طيران ماهان رقم W5112، وفي اليوم التالي سُجلت كأول إصابة مؤكدة بالفيروس في لبنان.

إيران هي التي سمحت وحثت هذه الشركة على انتهاك حظر الطيران بل وهددت العاملين فيها بالمحاكمة الجنائية إذا عبروا عن أية مخاوف أو صرحوا بما يعلموه عن انتشار الفيروس والذي وصل للعديد منهم دون أن يستطيعوا البوح بذلك، وهو ما يؤكد أننا أمام جريمة مكتملة ارتكبتها إيران بحق الإنسانية كلها وتستحق أن تنال عليها أشد العقاب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية