العدد 4223
الخميس 07 مايو 2020
banner
جولة جديدة من الحرب الأميركية الصينية
الخميس 07 مايو 2020

مجدداً عادت الولايات المتحدة الأميركية لاتهام الصين بالتسبب في انتشار فيروس كورونا، حيث صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن واشنطن ستقدم تقريرا استخباراتيا مشفوعا بأدلة دامغة يؤكد أن مصدر فيروس كورونا المنتشر في العالم يعود لمختبرات فيروسية في مدينة ووهان الصينية.

فعلى الرغم من تأكيدات الصين بأن الفيروس لم يتسرب من أي مختبر بل هو حيواني الأصل يعود مصدره لسوق الحيوان في مدينة ووهان، ذلك ما أكدته منظمة الصحة العالمية التي كشفت من خلال الكشف المجهري على تكوين الفيروس بأنه لا يمكن أن يكون مصنعا، تصر واشنطن على تكذيب بكين وقامت بقطع مساعداتها عن منظمة الصحة العالمية واتهمتها بانحيازها لبكين عقاباً على تأكيدها الرواية الصينية.

تعزو الصين إصرار الولايات المتحدة الأميركية على اتهامها لعدة أسباب، لكن يبقى السبب الأهم الحرب الاقتصادية المستعرة بين الدولتين، حيث إنه من المستحيل أن تفوت واشنطن فرصة كهذه دون أن تستغلها في إحراج الصين ومحاولة فرض عقوبات جديدة عليها تتمثل في زيادة الضرائب الجمركية على الصين كشكل من أشكال العقوبات تجاه دور الصين وتسببها في انتشار الوباء.

كما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيخوض غمار الانتخابات الرئاسية مع نهاية العام الحالي يواجه العديد من الانتقادات تجاه السياسات التي قام بانتهاجها في مواجهة فيروس كورونا في الولايات المتحدة والتي لم تسفر عن احتواء الوباء حيث تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد المصابين والوفيات، وعلى ضوء ذلك يجب على الرئيس الأميركي أن يقوم بما من شأنه الحفاظ على شعبيته لدى الأوساط الأميركية وبالتأكيد إلقاء اللوم على المتسبب بالوباء في المقام الأول يعتبر أفضل الحلول.

الكر والفر بين الولايات المتحدة والصين ليس جديدا حيث تنتهز واشنطن أية فرصة لمحاولة النيل من بكين، لكن اللافت في هذه الجولة من المناوشات الصينية الأميركية أن المآرب والأهداف السياسية أسمى من الإنسانية والتي باتت اليوم أداة يزج بها في ساحات الخلاف وعذرا لتصفية حسابات الكبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية