العدد 4216
الخميس 30 أبريل 2020
banner
كلكم “غيث”
الخميس 30 أبريل 2020

في بادرة رائعة من أهل البحرين الطيبين، تلقيت مؤخرا كما هائلا من الاتصالات من مواطنين، ورجال أعمال، وأعضاء بمجلسي الشورى والنواب، يسألونني باهتمام عن الوالدة شريفة عيسى، والوالدة (أم محمد) وهم من الأسر المتعففة التي نشرت عنهم “البلاد” أخيرا تقارير تصف حالهما المعيشي والإنساني، وأي حال؟

البادرة الجميلة هنا، بأن المتصلين (كلهم) وبلا استثناء، رفضوا أن يذكروا أسماءهم لي، لكنني وفي المقابل ونظرا لطبيعة عملي الصحافي، كنت محتفظا بأرقام بعضهم بسجل هاتفي، فبالوقت الذي كان يقول لي هذا وذاك، لا تسألني عن اسمي، كنت أعرف من هو بالفعل، وكنت أدعو له بقرارة نفسي بالخير الكثير.

إلى ذلك، تجاوبت العديد من الجهات الرسمية مع قصتي هاتين السيدتين الفاضلتين بشكل مبكر جدا، حيث تلقيت اتصالات رسمية تسأل عنهم من قبل هيئة الكهرباء والماء، والمجلس الأعلى للمرأة، وباهتمام صادق، الهدف منه خدمتهما ما أمكن.

الكتابة عن الأسر المتعففة أمر رائع جدا، وبه خير كثير، وبه أيضا امتثال لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن “الدال على الخير كفاعله”، وهو أمر يتوجب منا جميعا أن نسلكه ما استطعنا، فهي بالنهاية دنيا زائلة، لا نفع منها إلا العمل الصالح.

ختاما، استذكرت برفض أبناء بلدي الإدلاء بأسمائهم، حكاية الشاب الإماراتي (غيث) والذي يقدم أعظم الملاحم الإنسانية عبر برنامج (قلبي) اطمأن بكل رمضان، وهو يقدم للفقراء بالعالم العربي، مساعدات عينية ومادية تتخطى بقيمتها عشرات الملايين من الدولارات.

غيث لا يزال حتى اللحظة، شابا غامضا لدى الجميع، لا يعرف أحد شكله، أو اسمه الحقيقي، أو هويته، أو منشأه، لكنهم يعرفونه بأعمال العطرة، والتي تهدف إلى خدمة الناس بالخفاء، وليس الرياء بمساعدتهم، والأمل كل الأمل بأن نكون كلنا “غيث” في عمل الخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .