العدد 4213
الإثنين 27 أبريل 2020
banner
سابك... أنموذجا
الإثنين 27 أبريل 2020

تقوم الكثير من الشركات والمؤسسات الخاصة والبنوك وغيرها وفي إطار سياستها المتعلقة بالشراكة المجتمعية بالعديد من المبادرات والبرامج الجديرة بالاهتمام والثناء، حيث تقوم بتخصيص ميزانية سنوية لمثل هذه المبادرات كجزء من رد الجميل للمجتمع البحريني.

ولكن للأسف بعض المؤسسات مساهماتها لا ترتقي إلى مستوى الأرباح التي تجنيها في هذا الوطن المعطاء على الرغم من أن الحكومة الرشيدة لا تدخر جهدًا في توفير البيئة المناسبة لمزاولة أعمالها.

ذكرت مؤخرا أن القطاع الخاص مقصر جدًا في هذا المجال، ولا يقوم بمبادرات ذاتية، وخير مثال على ذلك الأزمة الصحية التي نعيشها هذه الأيام بسبب جائحة كورونا، حيث لم تقم الكثير من المؤسسات بتقديم مساعدات مالية، وكنت أتمنى منها المبادرة بشكل سريع لدعم الحكومة في مثل هذه الظروف وأن يكون وقعها أفضل بكثير مما يسهم بتلميع صورتها لتكون مصدر فخر لكل بحريني وتكون حديث الساعة.

في المقابل، وجدت تجربة أكثر من رائعة وأعتبرها أنموذجا يحتذى به، ألا وهي تجربة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، ومن لا يعرف سابك فهي باختصار تعد من أكبر الشركات العالمية القيادية في مجال الصناعات البتروكيماوية، وهي شركة مساهمة عامة يقع مركزها الرئيس في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وتمتلك حكومة المملكة حالياً 70 % من أسهمها، أما النسبة الباقية البالغة 30 %، فهي متداولة في سوق الأسهم السعودية، كما أنها تمتلك الثلث في شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك).

تجربتها المتميزة تتلخص بأن إدارتها قررت تنظيم حملة تبرعات عالمية لدعم المجتمعات في هذه الظروف الصعبة حيث حثت موظفيها على الإسهام بتبرعاتهم على أن تقوم الشركة بالمساهمة بنظير المبلغ الذي سيتم جمعه في نهاية الحملة لتوجيهه للمنظمات التي تواجه هذا التحدي. وأوضح بيان الشركة أن هذه الحملة تأتي في إطار إيمانها بواجبها الإنساني، وتنطلق من قيمها والتزامها المتجدد بمساعدة المجتمعات (أينما كانت) تحقيقًا لأهداف الحملة على جائحة كورونا، كما أن الشركة قامت بشكل استباقي بالتبرع بحوالي ٤٥ مليون دولار أميركي وتوزيعها على المنظمات المجتمعية والجهات الصحية والهيئات المحلية في أكثر من ٦٠ دولة، ويشمل ذلك جميع مواقع عمل شركة سابك في الخارج، هذه الشركة الرائدة قررت ونفذت بشكل سريع هذه اللفتة الإنسانية.

ألا تتفقون معي بأن تجربة سابك تعتبر أنموذجا يحتذى به.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية