العدد 4212
الأحد 26 أبريل 2020
banner
في وداع الدكتور عوض هاشم
الأحد 26 أبريل 2020

غادرنا إلى دار الحق الأستاذ الفاضل والمربي العظيم الدكتور عوض هاشم، أحد مؤسسي قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين ومسؤول مسار الإذاعة والتلفزيون لسنوات طويلة، أستاذي ومعلمي الذي تدربت على يديه وتتلمذت كما بقية أبناء جيلي والأجيال التي جاءت من بعدي، جاء فراقه صادما ومباغتا كعادة الفقد دوما دون وداع أو سلام، والأمر في هذه الظروف الصعبة التي تحتم علينا الالتزام بقواعد السلامة وعدم فتح مجالس العزاء، فكان نواحي باردا وحيدا متقطعا عاجزا كما في كل مرة يغادرنا فيها عزيز على قلوبنا، ولا أعز من هذا المربي الجليل من وجدنا في أخلاقه وتعاملاته آية تعجز الكلمات عن وصفها.

أستاذي الفاضل اسمح لي أن أهديك كلمات من القلب، فأنت من علمتني أن ما يخرج من القلب يصل دون حواجز إلى القلب، أستاذي الفاضل يا صاحب الصوت الجميل والخلق الحميد أرجو أن تكون في دار الحق عند بارئك في نعيم وقد كنت علامة فارقة في طفولتنا وشبابنا وارتبطت طلتك البهية بجمعتنا المباركة، “عسى كل كلمة خرجت من فيك لتعليمنا وتثقيفنا وتنويرنا حسنة وصدقة علم في صفحتك”.

كم من الصعب ترتيب كلماتي وأنا في هذا المقام، كم من الصعب أن أكتب وأنا أستشعر قراءتك كلماتي هذه، لا أدري كيف! إنما مازلت أشعر بهيبة الكتابة في حضرة المعلم، وكم كنت أشعر كذلك في كل مرة تنيبني فيها لشرح بعض المقررات التي عكفتم على ابتكارها وكتابة مؤلفاتها وتثني علي في ذلك فأزداد عطاء على شاكلة عطائك لنا، أو تطلب مني اجتماعا طارئا لمناقشة أسئلة الامتحان النهائي فأخجل وأعتذر فلا مكان للتعديل على ما قدمتموه معلمي.

معلمي فقدناك في ليلة رمضان ولا أعز من ذلك علينا، أراد المولى أن نذكرك في أيام صيامنا ودعائنا وفطرنا وإمساكنا، وإن شاء الله إنك لحاضر معنا في كل دعوة نسري بها أو نجهر، ربط الله على قلوب أهلك ومحبيك. في كل يوم أزداد يقينا بأن هذه الدنيا زائلة لا محالة، في كل يوم يحفر الفقد في فؤادي شرخا، وإن كنت أستطيع مداراة آلامي، إلا أن بعضا من الفقد لا يداوى، رحمك الله أستاذي الفاضل ومعلمي المخلص ووالدنا جميعا الدكتور عوض هاشم، طيب الله ثراك وعطر ذكراك وجعلك من أصحاب الدرجات العلا في الجنة مع النبيين والشهداء والصديقين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .