العدد 4212
الأحد 26 أبريل 2020
banner
كورونا والرئيس
الأحد 26 أبريل 2020

هو الظرف الصعب، وهي جائحة التكاتف، هي الأشياء التي لا تشترى، لكنها تحفر في الضمير خصالها، وفي المصير أبعادها، وفي الكبير وجهات نظرها.

إنه الأكبر الدائم في حياتنا السياسية، خليفة بن سلمان في رسائله، خليفة بن سلمان في مواقفه، وخليفة بن سلمان وسموه يتعاطى بالحداثة نفسها عندما أطل بقيادته الحكيمة على ربوع بلادنا طوال أكثر من أربعة عقود مضت.

ما أشبه البارحة بالبارحة، والليلة بالليلة المفرحة، عندما خرج الأب الرئيس بتوجيهه السامي قبل بضعة أيام ليهدئ من روع المواطن، وليعلنها صراحة: إن الدولة معك، لن تتركك عالقًا، ولن تتهاون في حق مأزوم، ولن تتغاضى عن وضع شركة حاصرتها تداعيات كورونا في كل مفصل ومن كل اتجاه.

المثلث المتكامل للقيادة جلالة العاهل المفدى بحرصه على وضع الأمور في نصابها الصحيح، رئيس الوزراء بخبرة السنين والوقوف على معاناة الناس الطيبين، وولي العهد الأمين في قدرته الفائقة المتجددة عند قيادة فريق البحرين من أجل التصدي لكورونا وغير كورونا ، كل ذلك وأكثر جعل المنظومة الإدارية للدولة على أعلى درجات للتناغم والتفاهم؛ من أجل غد أفضل للبحرينيين وعالم أجمل للوطن، وتصدٍّ أشمل لفيروس أو وباء أو جائحة لا تمر على كوننا المعلق في الهواء إلا كل قرون. ونحمد الله ونشكر فضله أن التحدي وصل ذروته ونحن نعيش عصر هذا المثلث الذهبي العبقري التواق، نلجا إليه فلا يخذلنا، نتعب من مشاوير الحياة المتغيرة وغضبات الطبيعة المتكررة، فلا نجد غير الدعم والمساندة والحنو على كل مواطن وكل مقيم.

الوضع يعرفه القاصي قبل الداني، بلدان تفرش الأرض رملًا للجيوش البيضاء، وأمم تتصارع من أجل كمامة أو بضعة كمامات، وسفن تواجه الأمرين في بحار ومحيطات غاضبة كي تصل بالسلامة إلى الأرض المريضة، وإلى المعاناة الإنسانية الهائلة.

النفط يهوي، والشركات الكبرى تطلب الاستغاثة، ومشاريع الإنقاذ تخرج من أفواه القادة في لمح البصر، أما نحن في مملكة البحرين، فإننا نحمد الله ونشكر فضله أن قادتنا الحكماء قرأوا الملف جيدًا، بادروا بإصدار حزمة إجراءات، وأسسوا مراكز للسيولة والدعم وتخفيف الأعباء على القطاع الخاص وعلى المواطن.

لا فرق بين هذا أو ذاك في توجيه الدعم لمستحقيه، ولا فرق بين هذا أو ذاك في استخدام الدفعات المقررة زمنيًا ومكانيًا، وكلما لاحت في الأفق شياطين الجائحة الخرساء.

خليفة بن سلمان يظل في مقدمة الصفوف كعادته، يعقد مجلس الوزراء ويترأسه عن بُعد وعلى شبكات “التراحم” الاجتماعي تصفق له الأمة، تهدئ من روع نفسها ومن روع المتعاطين مع المنظومة، تضيف للمضاف إليه، وتخصم من الفائض من أجل أن يتوازن الاقتصاد، وأن يعم الخير البلاد والعباد، وأن ينأى الوطن والمواطن بنفسه وسط سفينة التيارات المتأرجحة كورونيًا وطبيًّا وعبر الأثير.

الرئيس القائد لم يتردد في أن يعيد إلى الذاكرة الحديدية إجراءات الثمانينات والتسعينات عندما انهارت أسعار النفط، حينها قام بتمديد آجال بعض المشاريع التنموية غير الضرورية، “البرنامج الرباعي إلى سداسي” من السنوات، استحدث آليات جديدة لتعميق التنويع الاقتصادي، وتشتيت الركود المتملك من بعض القطاعات، وتوحيد الصف من أجل أن نكون جميعًا على قلب رجل واحد.

وها نحن اليوم نشهد المبادرة تلي الأخرى، والموقف بعد الآخر، والتوجيه وهو يلاحق توجيهات الدولة بحلوها وتاريخها وتجاربها المباركة المتلاحقة.

كنا على المحك ومازلنا، وكنا على الدرب سائرين يدًا بيد، وكتفًا بكتف ومازلنا، وكان ومازال سموه حفظه الله ورعاه بمثابة الأب الذي يحنو على الجميع، يربت على الأكتاف، يشد من الأزر، يخرج في توجيهه السامي الحكيم، وفي طلته البهية من مجلس وزرائه التليد، وفي قراراته الاستباقية لرأب الأصداع، وترتيب الأوضاع، ودفع عجلة النماء إلى الأمام، كورونا جائحة مؤقتة أو مستدامة، جامحة أو كاسحة أو طويلة الإقامة، فإنها بلاشك زائلة، هي بعون الله زائلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .