العدد 4208
الأربعاء 22 أبريل 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
ما قبل وما بعد... العالم سيتغير
الأربعاء 22 أبريل 2020

ليس الآن وقت محاسبة المتسبب بإعلان الحرب العالمية الثالثة على البشرية، فالواضح من خلال التصريحات الأميركية والفرنسية والبريطانية والاتصالات المباشرة بين الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الروسي بوتين، بالإضافة للتلميحات والاتهامات التي توجهها المخابرات الأميركية والبريطانية وبعض الجهات العالمية للصين بشأن الفيروس المختبري الذي تسرب! كل ذلك يظل حتى الآن في ركنٍ من التعاطي معه لأن العالم كله ليس في وارد الخوض في حرب ثانية وعلى جبهة أخرى بهذا الظرف الدقيق والحساس والخطير الذي تعرض فيه العالم كله لهجوم غير مسبوق على كل الجبهات الاقتصادية والأمنية والصحية والمصيرية، لهذا من غير المرجح أن تتطور الاتهامات ضد الصين إلى مجابهة حادة لأنها ستشغل الكون بحرب غير مستعد لها العالم في ظل هذا الوباء العالمي الذي شلّ الكرة الأرضية كما لم يحدث من قبل.

السؤال الذي يلوح في الأفق: ماذا بعد أن تنتهي الحرب على كورونا؟ كيف ستكون المواجهة على جبهة محاكمة المسؤول عن هذا الوباء ونشره في العالم، ما أدى حتى الآن إلى تجاوز مليون إصابة وآلاف الوفيات؟ على من تقع المسؤولية ليس فقط في الضحايا البشرية؟ بل في الخسائر المالية والكارثية الشاملة التي لحقت بسكان كوكب الأرض لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية؟ هناك الآن من يعتبر الوضع شبيها بحرب عالمية، ولكن العدو هذه المرة ليس جيوشا عسكرية، بل حرب فيروسية شُنتْ على كل دول العالم وأولها الدولة التي يتهمها البعض بأنها المتسببة بهذه الكارثة.

بالطبع ليس من المعقول أن تكون الصين - لو تأكدت مسؤوليتها عن المحنة - قد تعمدت تلك الحرب، فليس من المرجح أن تشن حربا عليها ذاتها وهذا ما حدث في البداية، ولكن لو ثبت أن تلك المشكلة حدثت مختبريًا وليست ولادة طبيعية كما حدث بأغلب الأوبئة التي تعرضت لها البشرية في تاريخها... ماذا لو كان الفايروس المنتشر حالياً قد تسرب خطأ من مختبر كما تلمح وكالة الاستخبارات الأميركية ومعها بعض الجهات الأوروبية؟ كيف ستكون المواجهة التالية بين العالم والصين هذا إن ثبتت مسؤوليتها المباشرة عن ذلك؟

بالطبع لن تكون مواجهة حالياً رغم الاتهامات، فالعالم كله مشغول بمواجهة الفايروس الكارثي، وليس من الحكمة فتح جبهات مواجهة في هذا الوقت الخطير والدقيق، لكن التوقعات المحتملة لنهاية هذه الأزمة ستطرح سؤالا قائما منذ الآن؟

كيف ستكون صورة العالم بعد كورونا؟ وما هي العلاقات الدولية المحتملة بين الصين وأميركا والغرب؟ وما هي تداعيات هذه الأزمة على جميع الدول والشعوب في العالم على مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية والصحية والنفسية؟!

حتى ذلك الحين سينشغل العالم كله على جبهة موحدة عالمية لصد الهجوم الفيروسي الدولي؟ والحساب سيبدأ يوم تنتهي الحرب الكورونية.

 

تنويرة:

لا تأمن أقرب الأصدقاء لأنك تحبه فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية