العدد 4205
الأحد 19 أبريل 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
خليفة بن سلمان والكتاب
الأحد 19 أبريل 2020

علاقة سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه بالكتاب والصحافيين علاقة ديناميكية حية تنبض بالاستمرارية ولها من الديمومة ما يجعلها علاقة تاريخية تمتد جذورها منذ عقود وتتجسد بالمواقف والتحديات التي جمعت بين الكتاب وسموه، فهي علاقة ليست آنية أو وقتية، تتعلق بمناسبة أو حدث أو موقف، علاقة سموه بالكتاب والصحافيين وخصوصا أولئك الذين يحملون مسؤولية الكلمة من أجل الوطن وخير الشعب، الذين لا يتلونون ولا يزايدون، إنما أقدامهم ثابتة مثلما أقلامهم ثابتة وأفكارهم راسخة في الوعي الوطني والإنساني والحضاري الشامل الذي لا ينظر من زاوية ضيقة للواقع، بل ينظر نظرة شمولية تتعلق بمصير الوطن وسلامته واستقراره، وهذا ما وحد الرؤية وقوى العلاقة ورسخها وجذرها في تربة الوطن.

إن علاقة الكتاب ومسؤوليتهم تجاه الواقع والحياة والوطن هي مسؤولية درب طويل وشاق لا يحتمله إلا من أُوتي الأمانة وشرف الكلمة، فطريق القلم مزروع بالأشواك والألغام لمن لا يعرف السباحة في بحر الكتابة والتعبير، لكن بذات الوقت هو طريق سهل وممتنع في حديقة خلاقة بالعطاء والإنجاز، وهنا تكمن المسؤولية، هنا الخيط الرفيع بين المسؤولية من عدمها، وهذا الفهم هو ما رسخ العلاقة بين سمو رئيس الوزراء والكتاب والصحافيين الذين عاصروا مع سموه كل المواقف والمحن ولم يخذلوه ولم يخذلهم ولم يخذلوا بلدهم أو شعبهم، لذلك استمرت هذه العلاقة وتوطدت بين سموه وبين الكتاب منذ تلك المواقف والأحداث.

وللذين لا يعرفون جوهر هذه العلاقة ولا مضامينها الإنسانية العميقة فسموه حفظه الله من كل شر دائم السؤال عن الكتاب ودائم التواصل معهم سواء من خلال السؤال عنهم ومتابعة أخبارهم وشؤونهم أو من خلال التواصل المباشر معهم، وأذكر هنا بالمناسبة أن سموه كان على اتصال مباشر مع الكتاب حين كان رعاه الله يتلقى العلاج بألمانيا فكان دائم السؤال والمتابعة والاستفسار وهذه قمة بل ذروة ومنتهى التعبير عن هذه العلاقة بين سموه والكتاب، إذ لم يحدث كما أتوقع أن تجسدت علاقة بمثل هذه الروح الإنسانية بين قائد وأبنائه حتى بمثل هذا الظرف الصحي، وهنا منتهى التجسيد للعلاقة الوجدانية مع الكتاب فهو جدارنا الحامي الذي معه نشعر بالدفء والأمان، والحضن الذي يسند أفكارنا وأقلامنا بالأمن والأمان، ويمدنا بالدعم والمساندة، بمواقفه الإنسانية والوطنية المعاضدة لنا، يطوقنا كالبلسم، ويحفزنا بإشادته الدائمة واهتمامه بشؤوننا، يعجز القلم عن التعبير عن مكنون حبنا لسموه، يعجز القلم عن سرد تفاصيل كثيرة عميقة وذات أبعاد إنسانية مرت بها العلاقة بين سموه والكتاب، وأسمى ما كسبناه نحن الكتاب هو الثقة في النفس والثقة بما نكتبه ونعبر عنه بمسؤولية القلم الوطني، دون قلق أو خوف أو جزع، فوجود سموه بقربنا يمنحنا الدفء والأمان وكذلك يرفع من مسؤوليتنا تجاه ما نكتب لنكون عند ثقة سموه بنا وبمستوى ما نعبر به.

 

تنويرة:

انسحب إذا وجدت قافلة الطبول آتية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .