العدد 4204
السبت 18 أبريل 2020
banner
طلاسم وأسرار الوباء
السبت 18 أبريل 2020

ثلاثة من أهم الأحداث الأميركية المهمة تركت وراءها ظلالاً كثيفة من الشك حول المتسبب الحقيقي فيها، وفجرت بقوة “نظرية المؤامرة” بخلاف ما هو معلن رسمياً للرأي العام العالمي: الحدث الأول مقتل الرئيس جون كيندي 1963، والثاني مقتل شقيقه روبرت كيندي مرشح الرئاسة 1968، والثالث ما عُرف بـ “أحداث سبتمبر 2011”، ونحن الآن شهود على حدث تاريخي رابع (فيروس كورونا)، فتيل اشتعاله بدأ من الصين ليتمدد سريعاً كالنار في الهشيم حول العالم، ومازالت المعارك السياسية حول تداعياته مشتعلة وشديدة التناقض بين الدول الكبرى مسببةً فوضى إعلامية لا مثيل لها منذ الحدث الثالث، وبلبلة ضبابية شديدة في أذهان الناس العادية والمثقفة على السواء.

آية ذلك هذا التضارب الحاد، شبه اليومي، في مواقف الدول الكبرى حول اتهام الجهة المسؤولة عن إشعال فتيل الوباء وتداعياته، بدءاً بالاتهام المتبادل بين الصين والولايات المتحدة، ومروراً بالسباق المحموم بين الدول الغربية على ابتكار واحتكار لقاح أو علاج ناجع، وقد لحقت بها دول عربية! بينما البشرية تسمع جعجعة بلا طحين؛ فتضارب الإيضاحات الطبية حول جدوى الكثير من سبل الوقاية، وليس انتهاء بتبادل التشكيك في صحة أرقام الوفيات والإصابات المعلنة في كل بلد.

الصين التي اتهمت واشنطن بصوت خفيض بزرع الوباء في “ووهان” لم تصعّد إعلامياً معها؛ لاعتبارات تبدو تكتيكية، لكن أصواتاً أميركية تعالت بتوجيه الاتهام إلى حكومة بلادها، لعل أقواها ما سطّره المفكر تشومسكي، والمؤكد أن “طلاسم” وأسرار الوباء لن تُعرف كاملةً إلا بعد زواله عن العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .