العدد 4203
الجمعة 17 أبريل 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
المرأة وكورونا
الجمعة 17 أبريل 2020

في خضم أزمة كورونا وما خلفته من مآس وضحايا ولم تفرق بين دين وعرق ولون، وما تلاها من آثار اقتصادية وصحية طالت الجميع بلا استثناء، أكدنا بمجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر) أن مسؤولية التصدي لجائحة كورونا جماعية وتشترك فيها الحكومات وكل أفراد المجتمع، خصوصا المرأة التي تعتبر عاملا مهما في التصدي لهذا الفيروس على المستوى الوطني والتربوي والصحي، وهذا ليس غريبا على المرأة التي تعتبر صمام الأمان للأسرة، بالتعاون طبعا مع رب الأسرة.

ولابد من القول إنه وبالرغم من الجهود الكبيرة والجبارة والمشكورة أيضا التي تقوم بها السلطات الصحية والأمنية بالعالم العربي خصوصا للتصدي بكل قوة ومكافحة انتشار جائحة كورونا العالمية، إلا أنه من الواجب المشاركة الجماعية والعمل الجماعي من أجل التصدي لهذا الفيروس، فهو بالمقام الأول واجب ديني ووطني وصحي قبل أن يكون واجبا أسريا على الجميع المشاركة فيه. كما أنه ضرورة قصوى يقوم بها كل كيان وتجمع وفرد يعيش بالمجتمع، وأول هذه الكيانات التي يجب عليها القيام بهذه الواجبات الثلاث الصحية والدينية والوطنية الأسرة، فهي بلا شك تعتبر خط الدفاع الأول لمحاصرة هذا المرض والتصدي له بكل الوسائل المتاحة.

وهذا ما يجعل المرأة ربة البيت تقود هذا الخط الدفاعي، ويكون ذلك بالطبع من خلال إدارتها وقيادتها وممارسة مهامها الأسرية الملقاة على عاتقها، بما فيها تنفيذ ما تقرره السلطات الصحية والأمنية، من تطبيق لحظر التجوال والإرشادات الصحية، وغرس الثقافة الوطنية المتمثلة بعدم مخالفة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تقررها السلطات، لتكون سندا وداعما في مكافحة والتصدي والقضاء على هذه الأزمة العالمية. إذا الأسرة بقيادة المرأة كيان فاعل وعامل مهم وخط الدفاع الأول لتنفيذ كل ما تطلبه الدولة من الجانب الأسري، للمساهمة مع بقية الكيانات للقضاء نهائيا على هذا المرض الخطير، وأية أمراض أخرى لا سمح الله قد تضرب العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية