أثبتت الأوضاع الحالية وما نمر به من أزمة تسبب بها انتشار فيروس كورونا ما كان يقال دائماً عن المجتمع البحريني وما يتحلى به من درجة عالية من الوعي والثقافة، فالممارسات ودرجة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة كانت عالية جداً ما يؤكد الوعي والتعاون الكبير من قبل جميع شرائح المجتمع في مواجهة هذه الجائحة.

فمع صدور التعليمات الجديدة المتمثلة بإلزامية لبس الكمامات في الأماكن العامة والالتزام بقاعدة التباعد الاجتماعي توقعت أن تكون هناك بعض الصعوبات في تطبيق هذه التعليمات، خصوصاً أنها تزامنت مع إعادة فتح المحال التجارية، فمن المنطق أن يسعى أصحاب المحلات لحصد أكبر مبلغ من الأرباح لتعويض ما تمت خسارته في فترة الإغلاق، أو هكذا يقول المنطق في التجارة.

إلا أن تجار البحرين وخصوصاً أصحاب المحلات الصغيرة التي يعتمد أصحابها في مجملهم على ما يكسبونه من دخل محلاتهم لمعيشتهم أثبتوا للجميع أن إنسانيتهم ومبادئهم كمواطنين أعلى منها كتجار، فغالبيتهم اختار الالتزام بالتعليمات طوعاً، بل إن بعضهم شدد في إجراءاته الاحترازية والوقائية طوعاً واختياراً منهم كدليل كبير على وعيهم وإدراكهم أن حياة الفرد أهم بكثير من تجارتهم حتى إن تسبب ذلك في خسارتهم المادية.

شخصياً شهدت العديد من المواقف في هذه المحلات، ففي إحداها عندما هممت بالدخول وجدت الباب مقفلاً حيث إن صاحب المحل اختار أن يفتح المحل لمن يتأكد من لبسه الكمام بالإضافة إلى عدم السماح لأكثر من ثلاثة  زبائن في المحل، وفي محل آخر كان العامل يتنقل بين الزبائن وهو يحمل عبوة المعقم ليعقم أيدي المشترين، كما أن الأغلب كان يحث الزبون على استخدام بطاقته بنفسه دون أن يلمسها العامل.

نعول كثيراً دون أي شك على تعاون جميع شرائح المجتمع في تجاوز هذه الأزمة التي أعتقد أننا نسيطر عليها لحد الآن، وفي ذلك إشارة لنتاج التزامنا بالتعليمات والإرشادات فشكراً لكم. تحية خاصة لأصحاب الصالونات الرجالية والنسائية الذين امتنعوا عن تقديم خدماتهم رغم الإغراءات في المنازل، صدقكم وتحليكم بالمسؤولية دليل وطنيتكم العالية فلكم منا كل الشكر.