العدد 4199
الإثنين 13 أبريل 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
عندما تنادي الأم أبناءها..
الإثنين 13 أبريل 2020

بحثت عن تعريف علمي للعمل أو النشاط التطوعي فوجدت ضالتي من خلال التجوال في معجم المصطلحات الإدارية الذي يعرّف هذا السلوك أو الموقف الحضاري بأنه: ’’الفعل أو السلوك الذي ينجم عن الإرادة الذاتية، فلا ينجم عنه أثار ضاغطة على صاحبه وينفذه الشخص بمل إرادته‘‘. انتهى. إذن هو إرادة ذاتية غير خاضعة لقوى أو مؤثرات مادية خارجية تلزم أو تجبر صاحبها القيام بنشاط أو فعل معين ينتج عنه الحصول على مردود مادي أو كسب رضا مسئول لتحقيق مأرب ما، بل هو صوت أو نداء تلقائي داخلي يدفع صاحبه للتفاعل الايجابي والعملي لتلبية نداء أنساني أو نداء من الوطن للقيام بأداء خدمة ما وهذا هو أعظم وأشرف وأنبل نداء وتلبية هذا النداء هو واجب مقدس.

والآن سيدي القارئ نسقط ذاك التعريف على الواقع ونرى كيف كان تجاوب وتفاعل المواطن البحريني مع نداء الانخراط في العمل التطوعي للمشاركة في التصدي لانتشار فيروس كورونا عندما فتح هذا الباب، أقصد باب التطوع. التفاعل كان أكثر من مذهل، لعل عبارة مُذهل، غير دقيقة في هذا المقام ولايعكس الواقع، لنقل اذن ان حجم التفاعل العظيم كان متوقعاً فالإنسان البحريني مشهود له بالحس الوطني والذي هو مرآة لولائه وانتمائه لهذه الأرض الطيبة.

فخلال الأيام الأولى من فتح باب التطوع فاق عدد المواطنين المسجلين 30 ألف متطوع أتوا من مختلف الثقافات والبيئات والأعمار يجذبهم حب هذا الوطن وشرف خدمته وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة.

والآن سيدي القارئ، إسمح لي أن انقل لك شعور وإحساس بعض المتطوعين وهم يقومون فعلا بتقديم هذه الخدمات الطوعية وقد تم نشر أو إذاعة بعضها من خلال مقابلات مع عدد منهم:

البحرينيون دائماً مايقدموا في الأزمات أروع الملاحم وهذا أمر نابع من الحس الوطني والولاء للقيادة والشعب الوفي.

العمل التطوعي واجب وطني يتشرف به الجميع.

حين تدلهم الخطوب وحين تنادي البحرين فإن الجميع على استعداد للعطاء والوفاء والتضحية.

انه واجب وطني وأخلاقي وديني..

لنعد قارئي الكريم لتعريف العمل التطوعي ونقرأه بتمعن أكثر على ضوء ماعبّر عنه المتطوعون أنفسهم.

مارأيك سيدي القارئ أليس هو الواقع؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .