ضربت جائحة كورونا العالم بأكمله، ولم تفرق بين دولة متقدمة و”متخلفة”، ولم تفرق بين غني وفقير، ولم تفرق بين منظرين للقومية الشعوبية وبين سذج وجهلة، فقد ساوت هذه الجائحة في إصابتها واستهدافها بين مختلف أصناف الدول والبشر، بالمقابل، فإن الدول، وأقصد الخليجية والعربية، وفي تصديها لهذا الوباء العالمي لم تفرق بين مريض وآخر، فالإجراءات التي تقوم بها هذه الدول بخصوص التصدي لفيروس كورونا، كانت من دون تفريق بين كل من يعيش على الأرض العربية، هذا بالإضافة إلى التعاطف المجتمعي العربي مع بقية الشعوب الأخرى بخصوص فيروس كورونا، والذي أعطى صورة رائعة لمدى إنسانية العرب بالتفاعل مع المآسي والكوارث التي تضرب شعوب ودول العالم.
إن الإجراءات الصحية التي قامت بها هذه الدول العربية لمواجهة فيروس كورونا والتصدي له، سواء من خلال منع التجول أو العزل الصحي أو تلقي العلاج، كانت من دون تفريق بين مواطن أو مقيم أو زائر، وهو تصرف حضاري وإنساني يعبر بكل صدق عن سياسة السلام وسيادة ثقافة الأخوة والإنسانية التي ينتهجها العرب المسلمون وقت الأزمات والكوارث التي تتعرض لها مختلف شعوب الأرض، ما يؤكد أن المحافظة على الروح والنفس البشرية من دون النظر لدينها وعرقها ولونها من صميم مبادئ المجتمع العربي المسلم، وتعمل على تطبيق هذا الأمر الحكومات العربية على كل مقيم على ترابها.
الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع هي أن هذه المأساة والكارثة التي ضربت كل شعوب الأرض، وجدت لها تعاطفا كبيرا من قبل المجتمع العربي، والذي أظهر كل مشاعر الإنسانية تجاه كل المصابين بالعالم، حتى الدول التي كانت لها مواقف معادية للدول العربية وشعبها، وهو ما يتميز به المجتمع العربي المسلم دوما.