+A
A-

دراسة علمية: سينخفض عدد المصابين بكورونا في البحرين قبل 3 أيام من رمضان

خلص أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين أ.د. وهيب عيسى الناصر بأن عدد الاصابات بفيروس كورونا في البحرين أقل من المتوقع رياضيا بمقدار حوالي 16.3 مرة من حالات الإصابة في مدينة أووهان.

وبرر ذلك بحجم الاستعدادات الرسمية البحرينية للتصدي للفيروس واحتمال أن يكون للطقس أو الطبيعة الجغرافية أو المقاومة الطبيعية للمصابين تأثير في ذلك.‏

واستنتج الناصر في دراسته العلمية، التي تنشرها "البلاد"، أن عدد الإصابات سيكون منخفضًا جدًا بالبحرين في الأسبوع العاشر ويوافق ذلك  21 أبريل 2020م.

علما بأن حلول شهر رمضان 1441 هـ سيكون في يوم الجمعة 24 أبريل 2020.

الدراسة

وفيما يأتي نص دراسة الناصر بعنوان "تقدير عدد الإصابات  بفيروس الكورونا في مملكة البحرين  باستخدام نموذج رياضي تقريبي مع مقارنته بعدد الإصابات في المملكة العربية السعودية": سجلت وزارة  الصحة  أول حالتي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا COVID-19 يوم الأثنين 24 فبراير 2020 لمواطن بحريني ومواطنة بحرينية - كلاهما قادم من إيران -  حيث تم الاشتباه في إصابتها وظهور أعراض الفيروس عليها ، وتم نقلهما فورًا للعلاج والعزل في مركز إبراهيم خليل كانو الصحي بمنطقة السلمانية، وإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من إصابته بالفيروس وبدء تطبيق الإجراءات اللازمة للعلاج واتخاذ التدابير الضرورية لمن خالطهم المريض.

وحسب موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت  فإن أول حالة مؤكدة لكورونا جرى تسجيلها في الصين يوم 8 ديسمبر، لكن المنظمة لا تملك أدوات لمتابعة تفاصيل المرض، حيث تكتفي بالاعتماد على البيانات المقدمة من حكومات الدول. وبحلول 27 ديسمبر 2019 ، أخبر تشانغ جيكسيان، طبيب في مستشفى  بمدينة أووهان بمقاطعة هوبي بالصين ، السلطات الصحية أن المرض ناجم عن فيروس جديد من نوع "كورونا" حيث تشير  البيانات إن عدد المصابين حتى اليوم الأخير من عام 2019  قد بلغ 266 إصابة.

وتم وضع خطة وطنية شاملة في مملكة البحرين للترصــد لمجابهــة الفيــروس والتحكم بانتشــاره، وتم تشكيل لجنة للترصد والتحكم في المستشــفى العســكري لمجابهة الكورونــا في يوم الأحد 2 فبراير 2020 حيث يتابع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مجريات الأمور بشكل لحظي تقريبا يساعدة نخبة من أصحاب الاختصاص و الخبرة في الأمراض الوبائية وإدارة الأزمات.

ومن باب الإجتهاد العلمي والمسؤولية المجتمعية لخدمة هذا الوطن العزيز ، ومن أجل معرفة عدد الحالات المتوقع حدوثها في مملكة البحرين حيث لم تعد الدول تعرف متى تنقضي هذه الأزمة لكونها كورونا جديدة لا علاج لها حتى تاريخه ، ولا حتى المختبرات الطلبية العالمية و مراكز أبحاث الفيروسات تمتلك معلومات وافية بنمط انتشار و سلوك و مقاومة هذا الفيروس و منشئه ومدى تأثره بالحرارة و الرطوبة و الهباء ( وهي جسيمات دقيقة من المواد الصلبة أو قطيرات السوائل الصغيرة جدا – إما طبيعية أو من صنع البشر تتواجد في الهواء أو في الغاز، وهذه وسط ناقل للفيروسات و الأمراض بسبب دخولها جوف الإنسان عن طريق التنفس) .

ومن أجل الوصول إلى معادلة لتقدير عدد الحالات المتوقع حدوثها و توقع متى ينتهي هذا الوباء في مملكة البحرين ، فقد تم افتراض أن هذا الفيروس سيأخذ نفس نمط انتشاره و تقريبا زواله في الصين حيث بدأ تقريبا أواخر ديسمبر،  وأعلنت الصين  في يوم الخميس 12 مارس انتهاء ذروة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) فيها وذلك بعد ساعات من إعلان منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض أصبح وباءً.

وهنا تم أخذ حالات الإصابة في الصين بافتراض أن الفيروس لا يتأثر كثيرا بإجراءات الصارمة وإنما هو وباء – مشابه للأنفلونزا – يأخذ دورته ، وهي حوالي 10 أسابيع! وهذا افتراض قد لا يجعل الأرقام دقيقة ، ولكن على ألأقل يتيح للباحثين إجراء نموذج أكثر دقة ,اكثر اتقانا.

تم الاستعانة بالحالات التي سجلتها المدينة أووهان (عدد سكانها 11 مليون) حوالي 60,000 حالة (شكل 1) ، من أصل 81,000 حالة في الصين، وكان عدد الوفيات قد بلغ 3130 حالة وفاة من أصل 11 مليون شخص يقطنون المدينة (أي نسبة 0.02 % من عدد السكان)،  وما يعادل  نسبة  1.4% من المصابين بمرض الكورونا في المدينة، علما بأن إجمالي المتوفين بالصين من جراء الفيروس هو 3,270.

شكل 1 : عدد الإصابات بفيروس الكورونا بمدينة أووهان بالصين في عام 2020 م

وقد تم إجراء اسقاط النتائج المسجلة في المدينة على حجم تعداد سكان مملكة البحرين ( 1.4 مليون شخص) - أي أقل من عدد سكان أووهان بمقدار 7.86 مرة -  كما في جدول 1 .

جدول 1 : عدد الاصابات بفيروس الكورونا في مملكة البحرين (الفعلية والمتوقعة)  بافتراض أن نمط انتشار فيروس الكورونا في مدينة ووهان الصينية  بأنه طبيعي . الأسبوع الأول للإصابة  في مملكة البحرين هو 25 فبراير 2020م.

وتم الحصول على معادلة من الدرجة الرابعة لتقدير المنحنى الذي يقارب حالات الإصابة في المدينة ( معادلة 1 ، شكل 2) ، ومن ثم تم اسقاط ذلك على البحرين ( معادلة 2 ، شكل 3) واستنباط الثوابت في المعادلة لتسمح بتقدير عدد الحالات المتوقعة في مملكة البحرين استنادا إلى الحالات المسجلة حتى الأسبوع الرابع من تاريخ الإعلان عن الإصابة في البحرين. وقد كانت معادلة منحنى دورة الوباء في مدينة أووهان على النحو التالي:

Wuhan Equation y = 193 x4 – 4203 x3 +28078 x2 – 56117 x + 33167          (1)

Bahrain  Equation y =24.5 x4 – 534 x3 +3567.7 x2 – 7130.5 x + 4214.35     (2)

حيث يمثل الرمز X عدد الأسبوع ؛ الإسبوع الأول X=1   والإسبوع التاسع X=9 ، وهكذا ، بينما يمثل الحرف Y  عدد الحالات المصابة بفيروس الكورونا .

شكل 2  : منحنى انتشار الاصابات بفيروس الكورونا في  مدينة ووهان، جمهورية الصين الشعبية، للفترة من الأسبوع الأول (19 يناير 2020 ) إلى الأسبوع العاشر ( 22 مارس 2020 )، ويشير الرسم إلى اقتراب المنحنى الرياضي بالأس الرابع من الحالات الواقعية مقارنة بمنحنى الأس الثاني، بمعنى أن منحنى الأس الرابع هو  أكثر تمثيلا للبيانات الواقعية

شكل 2: مقارنة بين عدد الحالات المتوقعة، وفق نمط انتشار فيروس الكورونا في ووهان، تمّ اسقاطه على مملكة البحرين (الخط a) ومقارنته بعدد الإصابات الفعلية حتى الأسبوع الرابع ( الخط b) لاحظ أن المتوقع بحسب نمط انشار فيروس الكورونا في ووهان  هو  أكثر من الواقع الذي سجلته وزارة الصحة بمملكة البحرين بحوالي 16 مرة في المتوسط

وعند مقارنة عدد الحالات المتوقعة في البحرين ، وفق نمط انتشار فيروس الكورونا في ووهان مع عدد الإصابات الفعلية فيها حتى الأسبوع الرابع فإن عدد الإصابات بالفيروس تكون أقل بحوالي 16.3 مرة (في المتوسط) من عدد الإصابات المتوقعة في مملكة البحرين؛ ففي حين من المتوقع أن تكون عدد الإصابات في الذروة ( الأسبوع الخامس – 24 مارس 2020) هو 6,317  فقد بلغت الحالات 385 حالة فقط ، وكذلك بينما من المتوقع تكون عدد الحالات في الأسبوع الثاني 334 فقد بلغت واقعا 50 حالة إصابة بفيروس الكورونا.

ومن أجل فحص مقدار مصداقية هذا النموذج الرياضي فقد تم حصر نتائج الإصابات في المملكة العربية السعودية للفترة من 2 مارس إلى 23 مارس 2020 ، واعتبار أن الأسبوع الأول من الإصابة هو 9 مارس 2020م، وتم استخلاص النتائج.

جدول 2 : عدد الاصابات بفيروس الكورونا في المملكة العربية السعودية  (الفعلية والمتوقعة)  بافتراض أن نمط انتشار فيروس الكورونا في مدينة ووهان الصينية  بأنه طبيعي. الأسبوع الأول للإصابة  في مملكة البحرين هو 25 فبراير 2020م

تم الحصول على معادلة من الدرجة الرابعة لتقدير المنحنى الذي يقارب حالات الإصابة في مدينة اووهان ( معادلة1 ، شكل 2)، ومن ثم تم اسقاط ذلك على نتائج الإصابات في المملكة العربية السعودية  ( معادلة 3 ، شكل 4) واستنباط الثوابت في المعادلة لتسمح بتقدير عدد الحالات المتوقعة في المملكة العربية السعودية استنادا إلى الحالات المسجلة حتى الأسبوع الثالث من تاريخ الإعلان عن الإصابة في المملكة العربية السعودية. وقد كانت معادلة منحنى دورة الوباء في المملكة العربية السعودية على النحو التالي:

KSA Equation y = 577.1 x4 – 12567 x3 +83953 x2 – 167790 x + 99169         (3)

وعند مقارنة عدد الحالات المتوقعة، وفق نمط انتشار فيروس الكورونا في ووهان مع عدد الإصابات الفعلية في المملكة العربية السعودية حتى الأسبوع الثالث فإن عدد الإصابات بالفيروس فيها  تكون أقل بحوالي 111 مرة (في المتوسط) من عدد الإصابات المتوقعة في المملكة العربية السعودية؛ ففي حين من المتوقع أن تكون عدد الإصابات في الذروة ( الأسبوع الخامس – 6  أبريل 2020) هو 114,731  فقد بلغت الحالات 1,336 ، وكذلك بينما من المتوقع تكون عدد الحالات في الأسبوع الثاني 8,102 فقد بلغت واقعا 133 إصابة بفيروس الكورونا.

شكل 4: مقارنة بين عدد الحالات المتوقعة، وفق نمط انتشار فيروس الكورونا في ووهان، تمّ اسقاطه على المملكة العربية السعودية (المنحنى a) ومقارنته بعدد الإصابات الفعلية حتى الأسبوع الرابع ( المنحنى b) لاحظ أن المتوقع بحسب نمط انشار فيروس الكورونا في ووهان أكثر من الواقع الذي سجلته وزارة الصحة المملكة العربية السعودية بحوالي 111 مرة في المتوسط

 

ويوضح الشكل 5 نمط انتشار وباء الكورونا المتوقع في المملكة العربية السعودية و مملكة البحرين حيث كلتا الدولتين ضمن دول مجلس التعاون الخليجي  و متقاربتان و لكن تختلفان كثير في عدد السكان ( 33 مليون للمملكة العربية السعودية و 1.4 مليون لمملكة البحرين) و تختلفان طبوغرافيا و طقسا في بعض المناطق.

ونلاحظ من الشكل أن عدد حالات الإصابة المتوقعة في الذروة في  مملكة البحرين ( الأسبوع الخامس – 24 مارس 2020) هو 385  إصابة  ( بينما المتوقع وفق نمط انتشار مدينة أووهان هو 6,317 ) بينما في المملكة العربية السعودية من المتوقع أن يصل عند الذروة (الأسبوع الخامس – 6  أبريل 2020). كما أننا نلاحظ أن المعادلة من الأس الرابع تنطبق مع الإصابات الفعلية في كلا المنحنيين ( منحنى البحرين و السعودية).

شكل 5 : نمط انتشار وباء الكورونا المتوقع في المملكة العربية السعودية  ( المنحنى a) و مملكة البحرين (المنحنى b)  حيث كلتا الدولتين ضمن دول مجلس التعاون الخليجي

وهنا، فإننا نخلص إلى أنه بحسب المعادلات والافتراضات فإن عدد الإصابات الفعلية  بفيروس الكورونا في ‏مملكة البحرين هو أقل من المتوقع "رياضيًا" بمقدار حوالي 16.3 مرة من حالات الإصابة في مدينة أووهان بينما في المملكة العربية السعودية فهو أقل بمقدار 111، وقد يعود ذلك إلى الاستعدادات التي قامت و تقوم بها اللجنة العليا لمكافحة وباء الكورونا في مملكة البحرين وفي المملكة العربية السعودية مع احتمال أن يكون للطقس أو الطبيعة الجغرافية أو المقاومة الطبيعية للمصابين لهما تأثيرا في ذلك.‏

الاستنتاج:‏

يشير النموذج الرياضي إلى أنه إذا أفترضنا النمط الطبيعي لانتشار فيروس الكورونا في مملكة البحرين و المملكة العربية السعودية (وهو يعتمد على عدة عوامل) ‏فإن عدد الإصابات سيكون منخفضًا جدًا في الأسبوع العاشر لمملكة البحرين ، ويوافق ذلك  21 أبريل 2020م ، وكذلك في الإسبوع العاشر في المملكة العربية السعودية ، ويوافق ذلك 27 أبريل 2020 م ، علما بأن حلول شهر رمضان 1441 هـ سيكون في يوم الجمعة 24 أبريل 2020 م و عيد الفطر ( 1 شوال 1441 هـ)  في يوم الأحد 23 مايو 2020.

شكر وتقدير:

شكر خاص إلى السيدة سامية شهاب على مساعدتها الفنية في الحساب و الرسم ، والشكر كذلك إلى مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة البحرين على توفير المعلومات ، والشكر موصول إلى البروفسور وليد زباري، جامعة الخليج العربي، والبروفسور علي الشكري ، جامعة الملك فهد للبترول و المعادن،  لتكرمهما  بتوفير أعداد الحالات المصابة بفيروس الكورونا في الأسابيع الأربع الماضية. والشكر الوفير لجامعة البحرين على توفير مناخ البحث العلمي للباحثين و الدارسين.