العدد 4196
الجمعة 10 أبريل 2020
banner
عطر “السينما” الساحر وجمال روحها
الجمعة 10 أبريل 2020

أقضي معظم وقتي هذه الأيام في مكتبي، حيث إخلاص ووفاء الكتب ولا أثر للأنانية، وبما أنني مهتم بالسينما وعطرها الساحر وجمال روحها وجسدها، إلى جانب المسرح طبعا، اخترت كتابا كان قد أهداني إياه “عمي” قبل عدة أشهر وركنته على الطاولة. الكتاب بعنوان “قاموس الفن السابع” للفرنسي جان ميتري، وهو بحق بمثابة الشجرة الجميلة التي لا تفقد ظلها، والجدول الصافي الذي يروي الظمأ.

ويبدأ الكاتب في مقدمته فيقول “إن الناس لم يعودوا يذهبون إلى السينما، بل هم يذهبون لمشاهدة فيلم بعينه”، أي أن المشاهد لم يعد يغرر به سحرة يبدعون عالما جديدا على الشاشة بالألوان الباهرة، فقد انقضى عهد كان فيه المشهد السينمائي يأخذ في ذاته مجاميع القلوب، وتعلم المشاهد الحكم على الأمور ومعرفة الصالح من الطالح. أصبح المشاهد إذا يجيد الانتقاء ولذلك بات يحسن أن نذكره بأسماء أولئك الذين حملوا على عاتقهم عبئا ثقيلا ونبيلا، وهو عبء تسليتنا والتفريج عنا.

ويقدم المؤلف أول ما يقدم بالطبع الممثلين، خصوصا الممثلات، تلك الشخصيات الأسطورية التي نتمتع بمشهد بكائها مثلما نتمتع بمشهد ضحكها، ويقدم كذلك فئة المخرجين، تلك الفئة العاتية المتسلطة التي تحجب في ظلالها فئات مهمة أخرى، أي المنتجين وكتاب السيناريو وكتاب الحوار والمساعدين. ويستطرد المؤلف فيعرفنا بتاريخ السينما وجغرافيتها، وقوانينها وموضاتها ولغتها، وينتقد أنظمة الرقابة على الأفلام، ثم ينتهي بتعداد ذكي مدروس لأفضل الأفلام الطويلة والقصيرة منذ مولد الفن السابع عام 1894 حتى يومنا هذا.

لا أريد القول إن هناك فقرا في مكتبتنا السينمائية العربية، فهناك جهود مباركة تبذل لسد هذا النقص في السنوات الأخيرة، وكانت ثمرة ذلك رفا كاملا في المكتبة العربية من كتب السينما المترجمة، نهض بها كوكبة من الأدباء وأحدهم الروائي والأديب البحريني أمين صالح الذي قدم كنوزا من روائع الكتب السينمائية منها “النحت في الزمن... تاركوفسكي”، “عباس كيارستمي، سينما مطرزة بالبراءة”، “الوجه والظل في التمثيل السينمائي” وغيرها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .