لا يكاد يمر يوم جديد منذ احتلال أزمة كورونا العالم ورؤية كيف أن بلادي تعاملت بكل احترافية وشفافية لإدارة الملف، حتى تتيقن أن المملكة تقدم نفسها على أنها سيدة قرارها وأنه لا سلطة لأي كائن من كان في فرض أو التأثير عليها في اتخاذ إجراءات لا تراها مقنعة، بل إن البحرين تقدم نفسها على أنها دولة متبوعة ونجحت في تقديم مبادرات صفقت لها عدد من دول العالم.

ومناسبة الحديث هو الكلام الذي أدلى به استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني للتصدي لفيروس الكورونا المقدم طبيب مناف القحطاني في المؤتمر الصحفي يوم أمس الأول وقطع به التكهنات بشأن عدم جدوى فرض حظر تجول في البحرين، مؤكدا أنه إذا طبقت عدد من الدول هذا القرار فهذا لا يعني أن تنجر البحرين وراء الفكرة وتتبناها، فلكل دولة خصوصية في تطبيق ما تراه مناسبًا.

المتتبع حتى لبعض ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي يرى أن هنالك أشبه ما يكون بالضغط من جانب بعض البحرينيين لفرض ذلك القرار “الأمني”، وهو ما أبدع القحطاني في وصفه فعلا، فلسنا بحاجة إلى حالات انتحار بحرينية كما حدث في الصين، لما له من عواقب نفسية واجتماعية كبيرة في حال إذا ما طبق القرار.

كلام القحطاني نزل علي شخصيًّا مثل ماء بارد على عروقي، وأشعرني يوما بعد آخر أننا في أيد أمينة لإدارة واحتواء الفيروس البغيض الذكر، وأن الإجراءات والقرارات التي تخرج عن الفريق الطبي بقيادة سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تنم عن دراسة تراعي فيها خصوصية المملكة ولا تلتفت إلى ما يتخذ من إجراءات تطبقها حتى دول مجاورة، بل إن عددًا من الإعلاميين من دول شقيقة دعوا أصلا قيادات بلدهم للتواصل مغ قياداتنا للاستفادة من تجربتنا الثرية والناجحة في التعامل لاحتواء الوباء.