العدد 4194
الأربعاء 08 أبريل 2020
banner
“الالتزام” سلاح فتاك في حربنا ضد كورونا
الأربعاء 08 أبريل 2020

طبيعة الحياة أنها تندفع باستمرار إلى الأمام والأعلى، والجسم البشري لا ينشط إلا بالعمل، والتراخي يهدمه، ويصح ذلك على الدماغ الذي هو جزء من الجسم، فنشاطه وإنتاجه يطردان مع عمله ويخبوان مع إهماله، فالمفكرون منذ القدم “منذ الفيلسوف اليوناني إبيكتيتوس” تحدثوا عن القضية الكبرى وهي “الالتزام”، التزام الإنسان في تصرفاته، في وسطه ومجتمعه، لأن بالالتزام تنصلح أحوال المجتمع، والإنسان الحقيقي هو الذي يكتشف قواعد الالتزام ليسير عليها.

أهم كلمة يتم تردديها في كل المجتمعات اليوم هي “الالتزام” لمحاربة فايروس كورونا، والخروج بأقل الخسائر، وهذا يعني أن الفرد هو المسؤول الأول والأخير عن صحة المجتمع بأكمله وباجتهاده ستتحقق المعادلة. إذا التزامنا سلاح فتاك في حربنا ضد وباء كورونا، وحين سألت الدكتور البحريني عمار الخزنة استشاري الأمراض الباطنية والأمراض التنفسية والعناية القصوى وأمراض النوم، والمقيم في ولاية كانساس بالولايات المتحدة الأميركية في لقاء كنت قد أجريته معه ونشر في “البلاد” مطلع الأسبوع الجاري... من يلعب الدور الأهم في هذه المرحلة، المنظمات العالمية أم الحكومات، أم مؤسسات المجتمع المدني أم الأفراد؟

فأجاب:”كل المنظمات الدولية والأهلية لها دور مهم جدا، لكن الدور الأكبر والأهم هو دور الأفراد، ونجاح أية خطة لمكافحة الوباء يعود في النهاية لمدى التزام الأفراد بأدوارهم، مثل ممارسة التباعد الاجتماعي والمداومة على غسل اليدين وتجنب مخالطة المصابين، ولن تنجح أية دولة مهما كانت إمكانياتها في أداء المهمة بدون تعاون من الأفراد، ‏ولعل خير مثال يبعث الأمل هو قضاء البشرية على وباء الجدري تماما، على الرغم من تسبب بوفاة حوالي 300 مليون شخص تقريباً، ففي سنة 1967 عملت الدول مع الأمم متحدة وجُنِّدتْ رؤوس الأموال والخبرات ليُقضى على الجدري عالميا رسميا سنة 1980 في إنجازٍ تاريخي غير مسبوق، ليؤكد حقيقة أن البشرية قادرة على ‏قهر الوباء بشرط أن تتوافر الإرادة الإنسانية والسياسية لذلك”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية