العدد 4191
الأحد 05 أبريل 2020
banner
يوم الضمير
الأحد 05 أبريل 2020

هو الضمير الحي، رمز الإنسانية جمعاء، ونحن نواجه الاجتياح الأعظم للكوكب منذ بدء الخليقة، هو الإحساس بالآخر، التعامل معه برأفة ورحمة وعدالة، استمداد طبيعي لغفران الله ورضوانه في عليائه وملكوته، وسدرة منتهاه، وهو القناعة بما كسبته أيدينا، وما فعلناه في دنيانا ومرامينا، وما ارتضيناه قانونًا إلهيًا فوق الجميع، وكل “الجميع”.

الخامس من أبريل الجاري، اتفق العالم رغم “الجائحة المرعبة” على أن يكون يومًا للضمير العالمي، استشهادًا بتوجيه سامٍ من الأب الرئيس خليفة بن سلمان، والتزام بدعوة سموه حفظه الله ورعاه لكي يكون ذلك اليوم هو ساعة الحسم؛ لإيقاظ ضمير الكوكب من سباته العميق، ومن خفائه المستحكم، ومن تعاليه غير المعتمد.

هذه لحظة الضمير التي دعا إليها رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه من قبل كورونا، ومن قبل الاجتياح العظيم لكوكب أرضنا الضعيف، بل ومن قبل أن يتنبأ العرافون بأن 2020 هو عام للكوارث والمصائب الكونية “البحتة”.

لكن لماذا اختارت “الأمم المتحدة” مع سمو الرئيس القائد ذلك التاريخ لجعله يومًا للضمير، ولماذا وقع ذلك اليوم ضمن أبجدية الجائحة الكورونية الداهمة؟

بالتأكيد أن يد الله في أيدينا أجمعين، وبالتحديد في أيدي المخلصين المؤمنين من بني البشر، ولعل في البنى الأساسية والقيمية والأخلاقية التي أرساها الرئيس القائد طوال أكثر من أربعة عقود مع شقيقه الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، مهد الطريق، وحدد المعالم التي مضى على خطاها جلالة العاهل المفدى وسمو رئيس وزرائه الحكيم، وولي عهده الأمين في مثلث ذهبي نادر التألق في عالمنا المتسع الرهيب، لكي يضع مملكة البحرين في مركز دائرة الضوء الإقليمي والأممي، ويجعل منها مثلًا يحتذى في مواجهة الكوارث والمتاعب والهجمات الشريرة التي تتعرض لها منطقتنا، ويصاب بها العالم حقبة بعد الأخرى، وعامًا بعد الآخر.

إن يوم الضمير هو يوم مثالي للأرض بأسرها، للمعمورة بكياناتها المهزومة “فيروسيًا”، بأعمالها وأضغاث أحلامها، وأيام “جائحاتها” الجبارة، من هنا فقاعدة خليفة بن سلمان التنظيمية جعلت من البحرين منصة صالحة للتعاطي مع الأزمات، مع الهجمات المرتدة من أعداء غير تقليديين، وتلك التي تأتي من القريب البعيد أحيانًا، ومن البعيد المعادي الذي لا يستثني أحدًا أحيانًا أخرى.

يوم الضمير جاء في يومه ومكانه وزمانه، حيث خليفة بن سلمان في ميمون عودته، وأضلاع المثلث الحاكم المتألقة المتفاعلة بمنتهى الحيوية والحكمة والإحكام مع تحديات اللحظة، وحزم التعاطي الصارمة مع “الجائحة” سواء في مجال الصحة العامة وتتبع الفيروس المريب، أم في المجالات المتأثرة سريريًا من الاجتياح الأممي الرهيب.

كل ذلك يثبت يومًا بعد الآخر أن مملكة البحرين بثوابتها وحركتها الدءوبة وتاريخها العريق تستطيع أن تقف في وجه التحدي وأي تحدي، بل إنه يمكنها مواجهة الأيام الأكثر صعوبة التي يبشر أباطرة الدنيا، وعمالقة صولجاناتها “المرعوبين” بأنها قادمة لا محالة.

رغم ذلك، فإنني أقول في يوم الضمير، وفيما سبقه وما سوف يتلوه من أيام أن أمتنا مازالت بخير، وأن مملكتنا الحبيبة، بإنسانية تعاملها مع العالقين في الخارج، أو المأزومين في الداخل، أو المصابين من بني جلدتنا أو من ضيوفنا، جميعهم في أيدٍ أمينة، وجميعهم تحت لواء الرعاية والعناية الإلهية المباركة، بل وتحت سماء البحرين المتعافية المتجلية بقادتها وشعبها وتاريخها في يومها الضميري الناصع، وفي أيامها “المستورة” اللاحقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .