العدد 4190
السبت 04 أبريل 2020
banner
يا له من كائن جبار
السبت 04 أبريل 2020

على مدى سنوات طويلة قام الأقوياء في هذا العالم بالاعتداء على الطبيعة ورفضوا كل النداءات التي توسلت إليهم بأن يقللوا الانبعاثات الضارة التي تؤذي الأرض ومن عليها، وواصلوا الطمع وتلويث كل شيء، فجاءهم هذا الكائن العجيب الذي لا يراه أحد وحبس العالم كله وأوقف المصانع والانبعاثات لكي يرفع جودة الهواء الذي نتنفسه بنسبة لا يتخيلها أحد ولا يستطيع كل الناشطين البيئيين ولا الأحزاب الخضراء في العالم أن يفعلوا ذلك في تاريخهم.

إنه كورونا الذي أجبر أعضاء العائلة الواحدة أن يجلسوا في البيوت وأن يرى بعضهم البعض بعد طول تباعد وافتراق. إنه كورونا الذي هذب البشرية من جديد وعلمها النظافة.

إنه كورونا الذي لم يفرق بين الأمير تشارلز وبين أفقر الفقراء. إنه كورونا الذي يكفيه فخرا أنه أوقف البشرية عاجزة ذليلة أمام كل أسلحتها ونقلها من عبادة التكنولوجيا إلى عبادة الله القادر.

أي صوت هذا وأية بلاغة وأية قوة تلك التي أقنعت أو أرغمت جبابرة الأرض أن ينفقوا ثلث ميزانياتهم العسكرية على الصحة ومتطلبات الوقاية والعلاج؟

فلتعودي إلى رشدك أيتها البشرية ولتعرفي أن قدرة الله فوق كل قدرة وأن ما يصنعه الإنسان من إنجازات يمكن أن يهدمه جندي من جنود الله لا تراه العين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية