العدد 4187
الأربعاء 01 أبريل 2020
banner
استثمروا في وقت آخر
الأربعاء 01 أبريل 2020

منذ بداية أزمة “كورونا” حتى يومنا هذا، كانت راحة المواطن وأمنه وسلامته الهم الأكبر للقيادة الرشيدة للمملكة، وتبعا لذلك صدرت التوجيهات من القيادة بالتعاون مع المواطنين لتخفيف التبعات الاقتصادية المتوقعة لهذه الأزمة، وفي خطوة غير مسبوقة من قبل، شهدنا تجاوب البنوك التجارية وشركات التمويل الأهلية من تأجيل وتجميد للقروض الشخصية للمواطنين، ومواكبة التكنولوجيا المالية لتسهيل التعاملات البنكية والمالية عن بعد.

لكن للأسف هناك صورة أخرى مغايرة لهذه الصورة المشرفة، فهناك من لا يزال يفكر بعقلية الاستثمار والاستغلال في خضم الأزمات، فبعض شركات الاتصال مازالت تمطرنا بمكالمات “العروض الخاصة” و”الباقات المتميزة”! بل إنها زادت في الفترة الأخيرة استغلالا للوضع الحالي لانعزال الناس في بيوتهم وانكبابهم على الهواتف لمتابعة الأخبار العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي. وفي الحقيقة لا أرى أية ميزة في أن يتلقى مواطن اتصالات عدة يوميا لإقناعه بدفع مبالغ إضافية على فاتورته الشهرية التي لربما لا يزال يفكر كيف سيقوم بسدادها في وقت صعب مثل هذا، في حين مازالت فواتير الهواتف على تسعيرتها الأساسية، بلا تأجيل أو تخفيض أو مراعاة. بيد أن المتوقع من هذه الشركات أن تمتثل لمبادرة الدولة في الأخذ بيد المواطن والوقوف معه في هذه المحنة، خصوصا بعد صدور توجيهات سمو ولي العهد بتكفل الدولة برواتب المواطنين خلال الشهور القادمة.

لم تقتصر محاولات الاستثمار الاستغلالي عند عتبات فواتير الاتصالات بل امتدت إلى رفوف الأغذية والخضروات والفواكه، لنشهد ارتفاعا غير منطقي في أسعار أغلب أصناف الخضروات والفواكه ومحاولات للاحتكار، في محاولة من بعض الموردين للعب لعبة “التاجر الشاطر” الذي يعرف من أين تؤكل الكتف وإن كانت كتف أخيه.

هذه المحاولات باءت بالفشل بعد صدور توجيهات حاسمة من سمو رئيس الوزراء الموقر بتكثيف حملات التفتيش ومراقبة الأسعار وملاحقة كل محاولات الاحتكار والتلاعب واستغلال المواطن، بل وإطالة عمر المخازن الاستراتيجية لضمان وفرة المواد الغذائية والسلع في السوق.

هذه المبادرات والتوجيهات الكريمة من حكومتنا ليست محاولات لرفع العتب، بل نهج قويم أسست عليه هذه المملكة لضمان حق المواطنين وديمومة الاستقرار فيها من ناحية، ومن ناحية أخرى رسالة واضحة للتجار وأصحاب المؤسسات والمصالح التجارية مفادها أن هذا الوقت ليس وقتاً للاستثمار واستغلال حاجة المواطنين وهلعهم والطبطبة عليهم بمبادرات خجولة، بل هو وقت للتكاتف وتسطير مواقف يشاد بها ودعوة لأن تكون يدهم بيد الحكومة لتتخطى البلاد هذه المرحلة الحرجة بسلام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية