العدد 4178
الإثنين 23 مارس 2020
banner
أين أنتم
الإثنين 23 مارس 2020

مع كم الأخبار المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام، ومع الحالة التي تعيشها شعوب العالم بخصوص هذا الوباء القاتل “كورونا”، نجد أن هناك أناسا رائعين بمعنى الكلمة، وهم قليلون مع الأسف، بادروا بالإعلان عن تقديم مساعدات مادية ولوجستية لحكوماتهم تضامنًا معها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالخير الوفير لم ينسوا واجبهم الوطني والتزامهم الأدبي تجاه مواطني بلدهم وضربوا أروع الأمثال للمواطن الصالح وسطروا أسماءهم في التاريخ وأثبتوا أن المواطنة الصالحة والانتماء للوطن لا يأتيان من خلال رفع شعارات رنانة لا تغني ولا تسمن من جوع.


على سبيل المثال كرستيانو رونالدو، وضع جميع فنادقه في البرتغال تحت تصرف الحكومة البرتغالية لاستيعاب مصابي هذا المرض، وتكفل بتحمل تكاليف الفريق الطبي، رجل الأعمال الكويتي فواز المرزوق قدم دعمًا سخيًا بقيمة ١٠ ملايين دولار وأطلق مبادرة شعبية بعنوان الكويت تستاهل، ومالك شركة علي بابا تبرع بـ ١١٤ مليون دولار لشراء معدات طبية و١٤ مليون دولار لتطوير لقاح لمواجهة فيروس كورونا، هذه بعض الأمثلة وأنا على يقين بأن هناك الكثير من الأشخاص قاموا بمبادرات مماثلة.


والحقيقة ما جعلني أفكر في الكتابة في هذا الموضوع هو التقصير الذي نراه من قبل رجال الأعمال والقطاع الخاص، وأنا أقصد هنا بالتحديد رجال الأعمال والتجار والشركات العائلية ومن في حكمهم في هذا الوطن المعطاء.


نعم أقولها بكل حسرة، ولا أقصد هنا موقفهم من هذا الوباء، بل بشكل عام، مساهماتهم المجتمعية قد تكون صفرًا على الشمال، وهناك عوائل تجارية يشهد لها بالبنان، ومعروفة في المجتمع البحريني ومشاريعها واضحة وراسخة وشهادتي عنها مجروحة، لكن مع الأسف الشديد إنها قلة، بلدنا يزخر بالكثير من التجار وعبر عقود طويلة وكنا نتوقع منهم مساهمات أكثر، والشارع البحريني ينتظر منهم ولو مشاريع متواضعة تجسيدًا للشراكة المجتمعية.


هناك الكثير من المشروعات التي هي بأمس الحاجة للدعم، كمراكز كبار السن والمكفوفين والأيتام، والمراكز الصحية ووحدات الأمراض المزمنة وزيادة الطاقة الاستيعابية للعناية القصوى في المستشفيات والقائمة تطول، فهذه المشاريع المستدامة تعتبر ضرورة ملحة للمواطنين، فالكل يعلم أن هناك نقصا حادا في هذه المراكز، لذا فإن أعمال الخير كثيرة ومتعددة إذا عقدوا العزم.


ولا تنسوا أن البحرين تستاهل. ربي احفظ هذا البلد آمنا مطمئنًا وأبعد عنه أي سوء وشر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .