العدد 4176
السبت 21 مارس 2020
banner
إشراقات نورانية للضمير.. في عودة الأمير لأرض الحكمة والذكاء والتنوير
السبت 21 مارس 2020

“حلَّ أهلًا ووطأ سهلًا أمير الضمير في أرض التنوير مُحَمِّلا الخيرات أثقالَا.. وأشرقت شمس الحياة بنورِ مُحَيَّاه ضياءً وإشعاعًا واشتعالَا.. فحمدًا وشكرًا لرب السماء بمقدمِهِ الكريم حُبًّا وشوقًا وانفعالَا.. ونَزَلَ مترجلًا عن صهوة جواده يُلقي التحايا ويشكر شعبًا وفيًا يستحق سعادةً ودلالا.. وأرخى لأمته تواضعًا ومحبةً ومودةً وجمالا.. ونطق ذكاءً وحِكمةً وبلاغةً واسترسالا.. وأطلق حِكَمًا ونَشَرَ عِبَرا وكمالا.. ورفع يديه تضرعًا ورجاءً للباري عز وجل أن يستأصِل الداء استئصالا.. فتلألأ الضمير في نفسِه بهاءً ونورانية تبعث في القلوب آمالا”.


فحينما أطلت وتجلت بظلالها كلمات الثبات والقوة والتعاون والبذل والعطاء والثناء والتقدير، من قبَل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لشعبه الوفي الكبير، أزالت بقدرتها الروحية والوجدانية آثار الغمة من صدر الأمة، وأعطت دروسا وعِبرًا تُدلل على قدرة المملكة بإيمانها القوي بالله عز وجل، أن تتخطى محنة داء الكورونا الجديد.


مؤكدا سموه حفظه الله أنه بتكامل كل مقومات اللُّحمة الوطنية الراسخة عبر التاريخ لدى الشعب البحريني المخلص؛ ستشهد مملكة البحرين بإذن الله انتصارا ساحقا في استئصال الداء يؤرخه الزمان والمكان، مشيدا سموه حفظه الله بوعي ونضج مواطنيه بنزولهم جنودا متطوعين مستبسلين في ساحة النِّزال، وفي ثباتهم في معركة التحدي والصمود من أجل البقاء والعيش بصحة ونقاء.


وإن من أجمل وأسمى تجليات كمال القدرة الوجدانية والنورانية للضمير في حركة الفكر في حياة سمو الأمير حفظه الله، هو نجاح الارتباط العلمي الثلاثي الممنهج في مسيرة الحركة الإبداعية لديه بفلسفتها ومعانيها الإنسانية وتغلغلها ما بين الذكاء وبين الحكمة، وفيه تتجلى أنقى وأرقى مَلَكَة للوجود الأبوي الإمكاني المُحب للإنسانية.


“مَلَكةُ عَدْلٍ لأمير عادِلٍ يُسَطِّر أروع قيم الإنسانية في أشد الأزمات وأكلح الظروف.. ويُثبت للعالم أن الرموز الإنسانية البحرينية تُسَخِّر الضمير لأبنائها بأفعال وأقوال تُكتب نقشا بالحروف.. مُداوِيةً جروح المرضى وآلام اليتامى والضعفاء وساقِيَةً إيَّاهم بلسما شافيا من طوارق الدهر وما به من صروف...“.


والضمير من مفهوم فلسفة الارتباط مع الحب والصفات والنسمات والنفحات الإيمانية كما يتجلى في فكر سمو الأمير حفظه الله، هو كيان روحي جميل عذب، يبقى حاضرا في ثنايا القضايا الإنسانية والفكرية والوجدانية، ويتغلغل بعمق ليترك بصمات تمتد وتنمو لتصبح أساسا بُنْيَوِيًّا حياتيا محفورا في القلب، يستدل به العقل في طريق النجاح وينجو به الفكر من الضياع.


ومن موقع تقييمي علمي، ظَهَر الضمير ضمنيا في بعض من الدلالات العلمية البحثية في دراسات الارتباط الثلاثي بين الذكاء والإبداع والحِكمة، واتسمت تلك الأبحاث بالكثير من التحليلات والمسوح للآراء البشرية مرورا بأزمنة مختلفة، حتى وصلت لمعادلة موزونة تقريبية عند الباحث في جامعة كورنيل الأميركية روبرت ستيرنبيرج وهي مشتقة من نظريته “WICS” مفادها أن الحكمة تكمن في القدرة على تطبيق الذكاء والإبداع والمعرفة أيضا، ويتخلل التطبيق تضمين القيم الأخلاقية الإيجابية مع المخرجات التوافقية بين شخصية الفرد والعلاقات الشخصية والمصالح القصيرة والطويلة الأمد لتحقيق الخير العام للمجتمع.


ويري ستيرنبيرج أنه لا تقتصر الحكمة على تعظيم المصلحة الذاتية للمرء أو الإيثار لمصلحة شخص آخر فحسب، بل تكتمل الحكمة بتحقيق التوازن بين مختلف المصالح الذاتية ومصالح الآخرين والجوانب الأخرى من المجتمع الذي يعيش فيه المرء خارج نطاقه. وهناك أمثلة واقعية لبعض من الحكماء الذين رأوا في الحكمة ما يتعدى ويتخطى مصالحهم الشخصية لمصالح الآخرين والمجتمع، كنيلسون مانديلا، وإليانور روزفلت، ومارتن لوثر كينغ.


فمع ما يدور في الساحة العلمية والبحثية من دراسات وما يتخللها من مفارقات وتجاذبات في الارتباط الثلاثي، فإنه يُفترض أن يظهر الضمير بوضوح بعيدا عن التضمين ليضع حدا للفوارق بين الباحثين، ويكون الضمير هو المركز والنواة الحاضنة التي تستمد منها النظريات “الخمس” قوتها المشار إليها في دراسة بحث ستيرنبيرج، وتساعد لرفع اللبس فيما حدث من تغيرات بين بحث وآخر في حياته البحثية.


من التساؤلات المهمة للطرح والتدقيق لماهية الضمير في فتح مدارك العقل وشد الذهن للبحث المستمر بما يدعم الارتباط الثلاثي كالحب والمودة.


فهل للحب دور حقيقي في دعم كمال قدرة الضمير لدفع الشخصية على التصرف بذكاء وحكمة نحو الإبداع؟


يقول مؤسس مدرسة التحليل النفسي وأحد أبرز علماء النفس سيجموند فرويد، إن الشخصية إذا افتقرت إلى الحب فإنها تمرض وتموت، وكلما فاض الإنسان بمشاعر الحب والمودة لمن حوله زاد ما يعود عليه من كليهما، وهذا يعطي إشارة على أن الحب الطاهر غذاء روحي وجداني يرفع من إيجابية الضمير، فتشتد قدرته للتوجيه السليم للأفعال والنوايا الطيبة الحسنة.


فالحب من وجهة نظر فكرية تقييمية قد يكون التوأم الثالث للضمير في فلسفة فكر سمو الأمير بعد توأم النجاح الذي تحدثنا عنه في مناسبات سابقة، وهو أصلا متوقد في شخصية الأمير حفظه الله ويفيض به إشعاعا لشعبه وللإنسانية جمعاء بما تمثله وتختزله جائزته العالمية للتنمية المستدامة.


واحتفالية اليوم العالمي للضمير الأولى عالميا والقادمة إلينا قريبا في الخامس من أبريل، تثبت التضمين الروحي لمعنى الحب والمودة في تأسيس سموه ليوم عالمي له، بما يحمله الضمير الحي من شأن عظيم وأساس بُنيوي وعِماد تنموي له القدرة في التمحور حول الارتباط الثلاثي وشَدِّه للاستدامة والثبات.


ومن يدخل في حقيقة تنامي فلسفة الضمير عند سمو الأمير حفظه الله من منطق علمي متجدد في منهج الارتباط والتمحور، فإنه سيخرج بنتيجة علمية صادمة لبروز قاعدة أو منهج جديد باسم “التوأم الثلاثي التنموي” في الدراسات الاستراتيجية في العالم، ومن هنا يستوجب على كل باحث متصدي للدراسات الاستراتيجية في التنمية، وقارئ لحياة سمو الأمير المفعمة بالعمل الدؤوب والنشاط السياسي والإنساني والاجتماعي والتنموي والاقتصادي موثقا بإنجازاته العظيمة المحلية والعالمية، أن يشير ويستشهد بأمانة علمية وملكية فكرية لفلسفة سموه الكريم حفظه الله في توأمة الحب مع الضمير والنجاح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .