العدد 4176
السبت 21 مارس 2020
banner
“ووهان” التي يلعنها العالم
السبت 21 مارس 2020

كانت مدينة “ووهان” الصينية شبه مجهولة لمن لا يعرفها إلى ما قبل شهور قليلة، رغم شهرتها الصناعية والعلمية التي تضرب الآفاق، فجاء فيروس كورونا ليزيد شهرتها العالمية فوق شهرتها الأصلية، لكن هاهي المدينة التي يكاد يجمع العالم على لعنها - بوعي أو بدون وعي - تأخذ طريقها نحو التعافي وقد زارها مؤخراً الرئيس الصيني شي بينغ بلا قناع كدلالة على ذلك، فيما الوحش الجرثومي يتنقل بين بقاع عديدة من العالم حاصداً المزيد من المصابين والقتلى بلا تمييز بين أقوى الدول وأضعفها.


لكن هل كانت الدول المتقدمة تجهل أن “ووهان” يمكنها تصدير الوباء للقرية الكونية بأسرها منذ لحظة ظهور الوباء فيها لتبدو الآن فقط أشبه بأنها بوغتت بهجوم يجتاح مدنها المهجورة والشوارع والمطاعم والأسواق؟ كيف يمكن التصديق بأنها بوغتت وهي التي لا ترتبط مصالحها الاقتصادية بووهان فحسب، بل تملك من التقدم العلمي والتكنولوجي ما يمكنها من التنبؤ بغيب الزلازل وشتى الكوارث الطبيعية والمناخية القريبة؟ كيف يمكن فهم تهافت مختبرات شركاتها الدوائية الآن في سباق محموم للوصول إلى اللقاح الناجع فقط بعد أن وصل الشر دارها وكأنها تتوقع أن يبقى محصوراً في الصين؟


أليست المدينة التي تُلعن وتدفع الآن تلك الدول ثمن شماتة تفرجها عليها في أوج كارثتها هي المدينة نفسها التي صنفها مركز “ميلكن انستيتيوت” في المرتبة التاسعة فيما يخص أفضل أداء بين المدن الصينية بدءاً من صناعة الكومبيوترات والطب الحيوي وليس انتهاءً بالقطارات السريعة وصناعة السيارات (500 شركة لتجهيزات السيارات وقطع غيار لشركات يابانية وفرنسية)؟


كيف يتخلى العالم عن مدينة بهذا التطور والتقدم وينظر إليها نظرة دونية وكأنها خارج التاريخ والحضارة المعاصرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .