العدد 4176
السبت 21 مارس 2020
banner
“الفزعة” تسري في دم البحريني
السبت 21 مارس 2020

منذ الدقائق الأولى التي أعلن فيها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا فتح باب التطوع في الحملة الوطنية المباركة لمكافحة هذه الجائحة التي انتشرت في جميع دول العالم تقريبا ومحاصرتها والحد من انتشارها بين أفراد المجتمع البحريني والتصدي لها وصولا للقضاء عليها من جذورها وتخليص المجتمع من أضرارها، من لحظتها تهافت أبناء البحرين الأوفياء لتلبية نداء الواجب الوطني، ووصل عددهم في تلك اللحظات إلى أكثر من 12700 متطوع، وبالطبع أعداد المتطوعين في ازدياد، وذلك انطلاقا من مبدأ المسؤولية المجتمعية عندما يتطلب الموقف ذلك.


هذا العدد من المتطوعين بكل درجات التأكيد يعد رقما كبيرا جدا مقارنة بعدد سكان البحرين، ويثبت أن هذا هو البحريني وقت الشدائد، وهذا هو تاريخه المشرف المشهود له في مختلف الظروف، ويثبت أيضا بالدليل القاطع أن البحريني صاحب”فزعة”، وهي تسري في دمه ومتأصلة في جيناته الوراثية التي فطر عليها، وهذه هي مواقفه وصحوته الوطنية ووقوفه الحازم والتفافه حول قيادته ومجتمعه في مثل هذه الأيام الطارئة التي حتما سنتجاوزها بأقل الخسائر في الأرواح ونخرج منها أقوى مما كنا عليه قبلا وتصبح من صفحات الماضي.


ففي تاريخ البحرين الطويل مرت علينا ظروف صحية أشد وأقوى من الآن، لا تكفي الزاوية لطرحها، وقتها كانت الإمكانيات الصحية المتوافرة والوعي الصحي عند أفراد المجتمع أقل بكثير مما نشهده حاليا، لكن بقوة الإرادة والعزم والصبر والتوكل على الله تعالى وتفعيل إجراءات الوقاية وخطوات الحماية استطعنا جميعا في تلك السنوات أن نسجل ملحمة وطنية فريدة مازالت محفورة في ذاكرة الزمن.


حاضرا الجهات الصحية الحكومية وبتوجيهات من القيادة لا تدخر جهدا ولا تبخل يوما بما لديها من إمكانيات صحية على أفراد المجتمع البحريني وذلك بتوفير متطلبات المرحلة سواء كانت مالية أو غيرها من الخدمات الصحية الأخرى، وذلك لمواجهة هذا المرض والعمل الدؤوب من كل قياداتها وجميع منسوبيها حفظهم الله وإخلاصهم الكامل في العمل على احتواء انتشاره والتخفيف من أضراره المحتملة على السكان، والتطبيق التام لتعليمات وإرشادات منظمة الصحة العالمية، وفوق ذلك كله صحة وحياة المواطن على رأس أولويات عملها. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية