العدد 4175
الجمعة 20 مارس 2020
banner
تعليم الذكاء الاصطناعي
الجمعة 20 مارس 2020

بما أن العِلم للجميع فكذلك الذكاء الاصطناعي الذي اخترق عالمنا، وقد عرف عالم الحاسوب “جون مكارثي” الذكاء الاصطناعي بعد أن صاغه في 1956م بأنه “علم وهندسة صنع الآلات الذكية”، وعرفه آخرون بأنه “قدرة نظام معين على تحليل بيانات خارجية واستنباط قواعد معرفية جديدة وتكييف هذه القواعد واستخدامها لتحقيق أهداف ومهام جديدة”. ومن خلال هذين التعريفين نرى أن قدرات الآلة التي صنعها الإنسان بعقله وموهبته وإبداعاته قد تتفوق على قدرة العقل البشري وكل ما حققه من إنجازات، لكن في الحقيقة الذكاء الاصطناعي ما هو إلا “تعليم الآلة لتستنتج بنفسها وتدرك ما يجب أن تفعله وما لا يجب أن تفعله” ومن يضع هذه التعليمات هو صانعها الإنسان.


مع تطور الحياة نحتاج إلى تطوير وسائلها، ومن ضمنها التعليم، فدخول منهج الذكاء الاصطناعي في التعليم لن يُهدد عمل المعلمين والمناهج، وأشارت مجموعة من الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساعد على تبسيط مهمات التدريس الأساسية ويرفع كفاءة المعلمين بزيادة إثراء المناهج ويُلبي طلبات المتعلمين التعلمية والتعليمية، وهذا ما سيساهم في تقدم جودة التعليم وتحسين مخرجاته، وسيتمكن من توجيه الأسئلة استنادًا إلى نقاط ضعف الطلبة، ومن دراسة سلوك المتعلمين ومساعدتهم مع احترام ذكاء المتعلم وقدرات المعلمين، وسيساهم في الإجابة على الكثير من أسئلة الطلبة التي توجه عادة إلى المعلمين، وفي المساعدة على حل الواجبات المدرسية.


ومع وجود هذه الآلات التقنية التعليمية التي أصبحت ضرورة في حياتنا لا يمكن أبدًا إلغاء دور المُعلم التربوي، بل سيكون موجودًا في الصف والمدرسة مُعلمًا وموجهًا ومُرشدًا لطلبته، فالمعلمون يتمتعون بقوة التفاعل الإنساني وحس الاتصال البشري أكثر من الآلات التي لا تملك هذه القوة ولا ذلك الحس.


لذا، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي ما هي إلا أداة لمساعدة الإنسان على التعلم بشكل أكثر فاعلية، وهذا سيعمل على تقليل التفاعل الفردي بين الطلبة والمعلمين في وقت ترتفع فيه أعداد الطلبة والفصول الدراسية، وبتحسين عملية التعليم وتطويرها نحو الأفضل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .