العدد 4174
الخميس 19 مارس 2020
banner
نخب ترفض العزل
الخميس 19 مارس 2020

في وقتنا الراهن ليس هناك حديث للناس سوى عن آخر مستجدات فيروس كورونا، خصوصاً مع كثرة انتشاره عالمياً، حيث تنوعت الأخبار ما بين إرشادات ومعلومات مفيدة وما بين شائعات وأخبار مضللة.


من المعلومات المفيدة التي تم تداولها تعليمات الوقاية، والتي نشرت على نطاق واسع حتى بتنا على يقين بأن جميع أفراد المجتمع على علم ودراية بها، كونها بسيطة ولا تحتاج لشرح مطول لاستيعابها، فهي تتمثل بمجملها في أهمية الحفاظ على نظافة اليدين وتجنب المصافحة والاختلاط.


كذلك كانت اشتراطات العزل المنزلي واهميتها، فالجهات الحكومية نوهت بأهمية العزل المنزلي لكل من قدم من دولة تفشى وانتشر بها الفيروس، فقد أوصت بالجلوس في المنزل وعدم الاختلاط، فالنتيجة السلبية لاختبار حمل الفيروس الذي يتم عمله عندما يعود الفرد من الدول الموبوءة ليس دليلا على حتمية عدم التقاطه للعدوى، فكما أصبح الجميع يعلم أن أعراض المرض وعلاماته يمكن أن تظهر على الفرد خلال أسبوعين من إصابته بالفيروس المسبب له.


وللأسف شهدنا حالات تجاهلت التعليمات الحكومية بأهمية العزل حيث أصرت على العودة للعمل بحجة سلبية اختبار إصابتها بالفيروس، وعادت إلى مزاولة مهامها وسط زملائها، ما اضطر بعض المسؤولين لاستصدار أوامر عليا لهؤلاء وإجبارهم على المكوث في المنزل للعزل.


في بداية انتشار المرض توجسنا من الفئة البسيطة من الناس وكبار السن، حيث ساورتنا الشكوك بمدى تعاونهم ليس من باب التجاهل، إنما من منطلق نقص المعلومة وعدم إدراكهم خطورة الوضع، لكننا اليوم نرى التجاوزات من الفئة المثقفة والمستنيرة استهتاراً، ورفضاً مدركا من قبلهم لتعليمات الدولة وهو الأمر الذي لا يقبله أي حريص على سلامة الجميع بأي شكل من الأشكال فمخالفة التعليمات والإرشادات دون أدنى شك جرم متعمد في حق الوطن.


حكومة مملكة البحرين بالإضافة للعديد من المواطنين قاموا بجهود جبارة لاحتواء الوضع، لهذا يجب أن لا نسمح لهؤلاء المستهترين والمتعالين بإضعافها، فالشكوى والتبليغ بشأن هؤلاء لا يعد اليوم انتهاكاً لخصوصياتهم بل هو واجبٌ وطني على الجميع، فوجودهم بيننا خطرٌ لابد من احتوائه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية