العدد 4171
الإثنين 16 مارس 2020
banner
جريمة بحق الإنسانية
الإثنين 16 مارس 2020

شيء عجيب ذاك الذي ارتكبته إيران بحق البحرين وشعبها، عندما لم تقم بختم جوازات المواطنين البحرينيين عند دخولهم وخروجهم من إيران، هذا المسلك يعد جريمة في حق الإنسانية وليس في حق البحرين وحدها في ظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا في إيران، وهذا إن دل على شيء فيدل على انعدام الوازع الديني والإنساني لدى من يقومون بذلك.


فالشخص العائد من منطقة موبوءة يشكل خطرا على نفسه أولا وعلى كل محيطه من أفراد أسرته وكل من يختلط به.


أسئلة كثيرة يسألها الإنسان لنفسه حول سبب قيام السلطات الإيرانية بهذا الفعل غير الإنساني بعد أن ارتكبت جريمة أخرى سابقة وهي التكتم على خبر هذا الوباء القاتل لفترة طويلة حتى أصبح خطيرا على شعبها وجيرانها. ما الذي أرادته إيران من ذلك؟


هل أرادت أن ينتشر المرض في البحرين كما انتشر لديها؟ وما الذي ستجنيه من وراء ذلك؟ وهل بلغت الأمور إلى هذا الحد من الرغبة في الأذى وإلحاق الضرر بالغير؟ إذا كانت تقصد ممارسة الحرب على البحرين وشعبها، فهي غبية وغير مضمونة النتائج، ولكن هذه هي إيران وهذه هي مواقفها من جيرانها التي لن تتغير.


هذه الصورة القاتمة التي ترسمها إيران على المستوى الإنساني تقابلها صورة أخرى تصنعها دولة الإمارات العربية الشقيقة التي قامت بنقل مواطني دول شقيقة وصديقة على متن طائرة إماراتية إلى المدينة الإنسانية في أبوظبي ورعايتهم صحيا في هذه المدينة المجهزة بكل الإمكانيات الطبية لاستقبال هؤلاء الأشخاص حتى يتم الاطمئنان تماما على تعافيهم من الفيروس إن وجد. هذا هو الفرق بين الإمارات وإيران.


فما الذي سيجعل الإمارات تتحمل نفقات نقل واستضافة هؤلاء الناس سوى الضمير الإنساني وخدمة الإنسانية من قبل حكام الإمارات الذين يقدمون نموذجا طيبا ومشرفا في المواقف الصعبة والكوارث التي تصيب البشرية.


هذه هي الإمارات العربية وهؤلاء هم أبناء زايد الخير الذين يقدمون يد الخير والعطاء للأمة العربية والإسلامية وللعالم كله، ويضربون أروع الأمثال في استخدام ما أفاء الله به من خيرات على هذه الدولة العربية الشقيقة.


وشتان ما بين الذين يستخدمون خيرات بلادهم في البذل والعطاء الإنساني بأشكاله المختلفة وبين من يبددون خيرات بلادهم في صنع الإرهاب والدمار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .