العدد 4168
الجمعة 13 مارس 2020
banner
ويبقى ميزان الكون بيد الله
الجمعة 13 مارس 2020

فيروس كورونا، أو “كوفيد ١٩” قطع أوصال العالم وحرم ٣٠٠ مليون من التلاميذ من الذهاب إلى مدارسهم، وأحدث خسائر اقتصادية وأوقف السفر بين الكثير من الدول.

ووقف العالم بكل إمكانياته وتقدمه العلمي وما يمتلكه من وسائل حرب وتجسس وسلاح نووي وسلاح تقليدي، وقف عاجزا عن مواجهة فيروس لا تراه العين.

العالم يقتل بعضه بعضا وأجهزة الاستخبارات تستطيع بوسائل شتى أن تصل إلى المعلومات وتنقذ عمليات لا يتخيلها عقل، والعلوم الطبية وصلت إلى مدى بعيد في كشف الأمراض ومعرفة أسبابها وعلاجها، لكنها تقف عاجزة أمام فيروس دقيق الحجم.

وعندما يتمكن أهل العلم يوما من التوصل إلى علاج له كما فعلوا مع غيره من قبل، سيظهر غيره ويكون أشد خطورة وفتكا لكي تبقى قدرة الله هي الأساس في هذا الكون ويبقى الإنسان رغم تجبره كائنا ضعيفا.

وحتى لو كان هذا الفيروس من صنع الإنسان كما يقول البعض وكونه سلاحا من أسلحة الحرب الاقتصادية الدائرة في العالم، فهو يبقى دليلا على ضعف الإنسان وعجزه مهما أوتي من قوة، لأن هذا الفيروس يمكن أن يخرج عن سيطرة الذين صنعوه فيصبحون كمن أخرج العفريت من الزجاجة ولم يستطع إعادته إليها مرة أخرى.

هل يمكن أن يتوحش هذا الفيروس أكثر من ذلك؟ وهل مجيء الصيف سيقضي عليه؟ وهل وجدوا لقاحا أو علاجا؟ أسئلة يطلقها الناس مئات المرات خلال اليوم الواحد دون أن يجدوا إجابة تريح قلوبهم، ولم يعد بأيدي الناس سوى التضرع لله الذي بيده ميزان هذا الكون.

وسيبقى الإنسان بكل تجبره وغروره كائنا ضعيفا ترعبه عطسة وتجعله يركض إلى معامل التحليل ليعرف هل أصيب أم لا، وتزعجه نوبة صداع بسيطة وتحرمه النوم، فكم نحن ضعفاء وفقراء إلى الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .