بمبادرة ورعاية من المملكة العربية السعودية تم الإعلان نهاية العام الماضي عن التوصل إلى اتفاق الرياض بين كل من الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقد كان الهدف الأهم من هذا الاتفاق توحيد الجهود وإعادة ترتيب البيت اليمني في مواجهة مليشيا الحوثي، حيث قامت المملكة بجهود استثنائية حينها في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء للوصول إلى اتفاق يضمن أن يكون الهدف الأول تحرير اليمن من قبضة الحوثي المدعوم من إيران.

المملكة العربية السعودية تقوم بجهود كبيرة فيما يخص الملف اليمني فهي عسكرياً تقود التحالف العربي لدعم الشرعية وتقاتل على أرض الوغى، بالإضافة لجهودها الدبلوماسية من خلال احتضانها اجتماعات ومبادرات دبلوماسية وذلك في سبيل حلحلة الملف اليمني.

لكن ما يحدث حالياً من معارك في محافظة الجوف لا يعكس ذلك، فبعض الميليشيات تحاول التوغل في أراضي تحت سيطرة الشرعية عوضاً من أن تكون المعارك في الأراضي التي هي تحت سيطرة الحوثي في سبيل تحريرها، ذلك ما يرجع لظهور بواكر لعودة الخلاف بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي ما مهد الطريق أمام الحوثي لاستغلال هذا الخلاف والتوغل في محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية.

عودة الخلاف اليوم بين أطراف اتفاق الرياض تنسف جميع الجهود والتضحيات التي قامت بها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية والتي يقع على عاتق جميع الأطراف اليمنية سواء كانت الحكومة الشرعية أو المجلس الانتقالي الحفاظ عليها وتعزيزها على أرض الواقع عوضاً عن السعي لمكاسب فئوية أو جهوية. على جميع الأطراف أن تحيد مصالحها الخاصة وتغلب المصلحة الوطنية فوق أية مصالح أخرى، ذلك ما يجب أن يحدث اليوم في اليمن بتوحيد الصف الواحد بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في المقام الأول.