العدد 4167
الخميس 12 مارس 2020
banner
صراع الإنسان مع الفيروسات
الخميس 12 مارس 2020

يا سبحان الله، فيروس لا يرى إلا بالمجهر فعل فعلته في البشرية وجعل الكرة الأرضية تعيش حالة طوارئ، بل أكاد أجزم أن فيروس “كورونا” وحد البشرية وجعل الناس وكأنهم في فصل دراسي واحد يستمعون إلى الشرح والطريقة المثلى لمحاربته، لأن المعركة واحدة وليست لها علاقة بعرق أو دين أو دولة.

لطالما وقفت كثيرا عند هذه الآية العظيمة “وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”، لأن فيها عبرا ودروسا وتأكيدا على ضعف الإنسان ومحدودية علمه، بالرغم من كل ما نعيشه اليوم من تقدم علمي نحسبه كبيرا، ولكنه لا يزن جناح بعوضة.

وقع بين يدي كتاب صغير جدا عنوانه “معارك وخطوط دفاعية في جسمك”، للدكتور عبدالمحسن صالح، صادر عام 1967، وجدته في مكتبة الوالد، وأرى أنه من المناسب نقل مقتطفات منه كوننا نعيش أزمة “كورونا”، يقول الدكتور صالح: الغزو يأتينا من صور أخرى من الحياة الدقيقة التي تحوم حولنا، وتتحين الفرصة للفتك بأجسامنا، وعيوننا قاصرة عن رؤية هذا العالم الغريب المتطاحن، لهذا أطلقنا عليه اسم الكائنات غير المنظورة، وقانوننا الأزلي.. اضرب حياة بحياة، أو سلط مخلوقا على مخلوق آخر، حتى لا تفسد الأرض. ويضيف... مازلنا في صراع مع الفيروسات التي تحطم أحيانا حياة البشر وتحطم ثرواتهم الحيوانية والنباتية ولنا معها صولات وجولات.

ويقول أيضا.. هناك سر عظيم داخل خلايا أجسامنا، فخلية تستطيع أن تتفاهم مع خلية أخرى، أعنى، إذا دخلت خلية غريبة إلى الجسم الحي، فإن خلايا خاصة في أجسامنا تستطيع أن تستخلص السر الذي عجزنا نحن عن استخلاصه، ثم تجهز لها – للغريبة- سلاحا سريا يستطيع أن ينال منها، أما كيف تدرس هذه تلك وكيف تصنع لها السلاح الفتاك، فلا علم لنا به حتى يومنا هذا. هناك خطوط رائعة تحميك من أخطار كثيرة تحوم حولك ليلا ونهارا، ولولاها لما ظهر مخلوق واحد يجري أمامك على هذا الكوكب، وجسم الإنسان بمثابة حصن منيع يقاوم ويتصارع ويصد العدوان من خلال استحكامات رائعة في جسمه، فإذا انهارت تهدم الحصن أمام ضربات معاول الفيروسات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .