العدد 4164
الإثنين 09 مارس 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
حوار قد ينقصه الولاء
الإثنين 09 مارس 2020

قال وبشيء من الانفعال: سمعت أنكم بصدد إعادة هيكلة لمؤسستكم وسوف ينتج عن ذلك، كما قيل لي، إلغاء بعض الوظائف واستحداث أخرى، وعرفت بأن وظيفتي ستكون ضمن تلك التي ستلغى. أريدكم أن تعلموا بأني لن أسكت عن هذا وسأشكوكم، فإلغاء الوظيفة يعني بأن شاغلها قد يصبح خارج قائمة العاملين، أليس كذلك؟

بعد لحظات صمت أجبت صاحبي: إعادة الهيكلة هي ممارسة تفرضها أحوال السوق والمتغيرات الحاصلة في بيئة العمل، وهي ممارسة طبيعية يجب أن تتم بعد كل فترة لتكون المؤسسة في وضع يواكب تلك المتغيرات وإلا أصبحت خارج التنافسية. لكن دعني أسألك: لماذا ترى هذه الممارسة تهديدًا لك وبأنها ستفقدك وظيفتك؟

ثم قل لي، هل هذه الممارسة بدعة إدارية خارج المنطق لكي تشكونا، كما قلت مع أني لا أعرف أين ولمن سترفع هذه الشكوى، فأنا في الحقيقة أجهل إن كان هناك من يقف أو يمنع أي مؤسسة من القيام بهذه الممارسة التنظيمية. نظر إليَّ صاحبي وقد هبطت درجة انفعاله وبصوت هادئ قال: أخبرني، هل سيتم إلغاء وظيفتي وإذا حصل ذلك هل سأكون خارج مؤسستكم هذه؟

ابتسمت لصاحبي وأجبته: لماذا أنت متخوف من ذلك؟ لماذا أنت بالذات يتملكك هذا الهاجس؟ إلغاء الوظيفة، إذا تم ذلك، لا يعني بالضرورة تسريح شاغلها وخاصة إذا كان من الكفاءات المنتجة والمنضبطة، فهناك عملية إعادة توزيع للكوادر وإعادة تدريب لبعضها ومن ثم تسكينها على الوظائف. المتوفرة الأخرى، أنا ما زلت أتحدّث عن الكفاءات المنتجة والمنضبطة والتي تُعرف بولائها وانتمائها الصادق.

ثم قل لي، لماذا تردّد عبارات: مؤسستكم، أنتم تعلمون، سأشكوكم، أنتم كذا وكذا.

يبدو أنك لا تحس بالانتماء إلى هذه المؤسسة التي جعلها الله مصدر رزق لك ولعائلتك.! ما رأيك سيدي القارئ في هذه الفئة من البشر؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية