العدد 4164
الإثنين 09 مارس 2020
banner
أعمال الشغب بالهند ستنتهي بتعاليم “غاندي”
الإثنين 09 مارس 2020

حصلت في الآونة الأخيرة أعمال عنف وشغب بين المسلمين والهندوس في العاصمة الهندية نيودلهي، وهي أعمال تعيد إلى الذاكرة أحداث الثمانينات والتسعينات، لكن الهند، بلاد الحضارات والملاحم الخالدة والتقاليد العريقة، قادرة على اجتياز الأزمة وسيعود الطرفان إلى تعاليم المعلم الخالد “غاندي” وبخشوع، إذ إن لكلماته سحرا وتخلص النفس من شباك الطائفية والعنف، وعلى مر التاريخ لم تذبل زهور السلام والمحبة التي أوجدها غاندي في نفوس الشعب الهندي.

كتب التاريخ تحدثنا  أن “غاندي” أنشأ معاهد خاصة في الهند مهمتها تدريب العاملين في علوم “عدم العنف”، كان الهندوس، والمسلمون، والسيخ، والمجوس، والمسيحيون، واليهود، يعيشون فيها ويؤدون عباداتهم في أخوة كاملة بل كان كل دين من هذه الأديان ممثلا في المعهد، وفي كل صباح ومساء تبدأ الصلاة بتلاوة من آيات الذكر الحكيم، ومن البهاجافاد جيتا “تعاليم الهندوس”، ومن جرانتا صاحب “كتاب السيخ الديني”، ومن الإنجيل، ومن كتب البوذيين، كما ترتل الترانيم الدينية، وهكذا كان المعهد رمزا مصغرا للوحدة التي كان ينشدها غاندي وأسلوبا من أساليب التدريب التي كان يريد تلقينها لكل فرد وهو يعده لممارسة العمل المنزه عن العنف.

غاندي كان يؤمن بما في النفس الإنسانية من طيبة كامنة وكان يهدف في جميع الظروف إلى استثارة الخير الكامن في نفس خصمه، أما حين يعرض الخصم رغبته في أن يقابله في منتصف الطريق، فإن من واجب أتباعه “أي أتباع غاندي والملقبين بـالساتياجراهي” أن يحفظوا عليه كرامته وأن ينقذوا ماء وجهه بأن يوافقوه على رغبته دون التنازل عن موقفهم الأصلي. كما أن السينما الهندية قدمت لنا أفلاما عظيمة عن الوحدة ونبذ الطائفية ووقوف أبناء الهند تحت راية واحدة على اختلاف ديانتهم، كما في الفيلم الرائع “كرانتي” الذي قدمه أسطورة بوليوود دليب كومار بداية الثمانينات.

يقول غاندي “لا أعرف خطيئة أعظم من اضطهاد بريء باسم الله”، ذلك هو حلم المناضل الكبير غاندي وكفاحه المرير من أجل وحدة الهند على اختلاف طوائفها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية