يستثمر صانع السيارات الياباني “نيسان” 400 مليون جنيه إسترليني في مصنع السيارات التابع له في مدينة سندرلاند البريطانية، استعدادا لتصنيع نماذج سيارات مستقبلية في الموقع، رغم التحذيرات التي تفيد بإمكانية تعرض صادرات المنشأة للخطر بسبب الرسوم الجمركية المفروضة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كشفت شركة صناعة السيارات، عن خط إنتاج جديد بقيمة 52 مليون جنيه إسترليني بدأت إنشائه قبل 18 شهر، أي أنها أنشأته قبل تصنيع نسخة جديدة من سيارة نيسان قاشقاي الرياضية التي تستحوذ على ثلثي إنتاج الموقع.

ورغم تعهدها في نهاية عام 2016 بصنع نموذج قاشقاي المقبل في المملكة المتحدة، إلا أن الشركة لم تفصح على الإطلاق عن استثماراتها في الموقع الخاصة بنموذج السيارة الجديد، والذي من المتوقع أن يبدأ إنتاجه في نهاية العام الجاري، وفقا لما أوضحته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

وقال مصادر مطلعة إن غالبية الاستثمارات البالغ قيمتها 400 مليون جنيه إسترليني، والتي دعمتها منحة حكومية بقيمة 11 مليون جنيه إسترليني، قد أنفقت بالفعل، ليأتي بذلك هذا الإنفاق رغم تحذير “نيسان” مرارا من أن التعريفات الجمركية مع أوروبا تشكل خطرا على نموذج الأعمال الذي ينطوي على تصدير 70% من السيارات المصنوعة في الموقع إلى الاتحاد الأوروبي.

وأفادت “فاينانشيال تايمز” خلال العام الحالي أن السيناريو الذي أعدته “نيسان” مسبقا بشأن الوضع بعد خروج بريطانيا يتضمن خططا لوقف بيع السيارات إلى أوروبا والتركيز على زيادة مبيعاتها في المملكة المتحدة لدعم استمرار وجود مصنع سندرلاند، الذي يشكل أهمية خاصة بالنسبة لصانع السيارات الياباني.

يعد تأكيد استثمارات “نيسان” بمثابة نعمة بالنسبة لصناعة السيارات المتعثرة بالفعل في المملكة المتحدة، حيث عانت تلك الصناعة من انخفاض حاد في الإنفاق وموجة من إغلاق المصانع في السنوات التالية للتصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016، كما انخفض إنتاج السيارات الجديدة في المملكة المتحدة العام الماضي بنسبة 14% إلى 1.3 مليون وحدة وهو أدنى مستوى له منذ حوالي عقد من الزمن.