العدد 4162
السبت 07 مارس 2020
banner
المرأة الإيرانية... المتضرر الأكبر
السبت 07 مارس 2020

لئن كان للملا خميني ورهطه من رجال الدين المتطرفين الكثير من الأهداف المشبوهة والضارة في جعبتهم، غير أن معاداتهم وكراهيتهم للمرأة من أهم تلك الأهداف، ومنذ الأيام الأولى من نجاحهم في مصادرة الثورة وسرقتها من أصحابها الأصليين، بدأوا التشديد والتضييق على النساء الإيرانيات ومصادرة حقوقهن وتحجيم وتحديد حرياتهن وتحركاتهن، خصوصا أنهن لعبن دورا بارزا ومشهودا له في الثورة الإيرانية وكن بمثابة الجندي المجهول المضحي الذي ساهم بإنجاحها وإسقاط النظام الملكي، ويبدو أن رجال الدين أرادوا سد هذا الباب وعدم السماح بتكرار هذا الدور مستقبلا، لذلك اعتقدوا أن تكبيل النساء الإيرانيات سيغلق أبواب الثورة والتغيير ضدهم.

في العام الأول بعد نجاح الثورة الإيرانية، وعند إصدار النظام أوامره بفرض الحجاب على المرأة، قامت مظاهرات نسوية حاشدة ضد هذا الإجراء، والملفت للنظر أن عضوات منظمة مجاهدي خلق شاركن وساهمن في هذه التظاهرات ووقفن ضد هذا الإجراء، حيث أعلنت منظمة مجاهدي خلق رفضها الإجراء ومساندتها مطالبات المتظاهرات، لهذا فإن النظام الديني صب جام غضبه وجنونه على المنظمة وجعلها هدفا من أهدافه، ذلك أن النظام لم ولن يرغب أبدا في التراجع عن إجرائه هذا، وهذا الصراع بين الطرفين الذي تطور واتخذ أبعادا واسعة لا يمكن أن ننسى زاوية الخلاف فيه، خصوصا أن المنظمة منحت المرأة الاهتمام الذي تستحقه ويتناسب مع مكانتها ودورها الاجتماعي والأسري.

اليوم، وبعد أربعة عقود سوداء من حكم نظام الفاشية الدينية في طهران، فإننا نطالع من خلال وسائل إعلام النظام الكثير من المعلومات الصادمة بهذا الصدد، حيث تؤكد مرة أخرى أن المرأة الإيرانية كانت ومازالت المتضرر الأكبر من نظام الملالي، ومن تلك النماذج التي نطالعها ما كتبته وكالة الأنباء الحكومية في مقال بعنوان “الحياة اليومية للسجينات في سجني إيفين وقرتشك: السجن غير الربحي”، جاء فيه: “وبينما نواجه ظاهرة المرأة المشردة بلا مأوى في المجتمع، يعلم الجميع أن الطلاق والهروب من المنزل والإدمان والعنف ضد المرأة والفقر المدقع الأسباب الرئيسية التي أدت إلى زيادة عدد المتشردات وإيوائهن في “بيوت الإيواء” في ليالي الشتاء الباردة”، وجاء في هذا المقال كيفية استغلال السجينات وسرقة جهودهن: “وتقول إحدى السجينات: من المثير للاهتمام أنهم يأخذون الملابس التي نخيطها بأنفسنا في مشغل الخياطة ويضعون عليها العلامة التجارية ثم يبيعون لنا نفس الملابس في متجر السجن بأسعار مرتفعة!”، هذا إلى جانب ما أشارت إليه وكالة “إيلنا” الحكومية للأنباء في اعترافها بالوضع السيء للسجينات في سجون نظام الملالي. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .