العدد 4161
الجمعة 06 مارس 2020
banner
تركيا ومعضلة إدلب
الجمعة 06 مارس 2020

بعد أن تجاهلت أوروبا النظام التركي ولم تقف معه في معركته التي يخوضها في إدلب، لوحت تركيا مجدداً بورقة اللاجئين، فهاهي تركيا تهدد الاتحاد الأوروبي بأنها ستفتح حدودها لتسمح لآلاف المهاجرين بعبور الحدود التركية لينتشروا في أرجاء أوروبا، ذلك ما يخشاه القادة الأوروبيون ولذلك عقدوا مع النظام التركي اتفاقية بروكسل عام 2016 التي تنص على بقاء المهاجرين واللاجئين في تركيا مقابل مبالغ مادية ضخمة تقدمها أوروبا لتركيا.

النظام التركي حاول جاهداً الحصول على الدعم الأوروبي المتمثل في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في معركته ضد النظام السوري في إدلب خصوصاً بعد أن فقد دعم حليفه الروسي الذي فضل دعم النظام السوري وأمن له الغطاء الجوي والاستشارات العسكرية، لذلك لجأ لمحاولة لي ذراع الأوروبيين عن طريق التلويح بورقة اللاجئين في محاولة لإجبارهم على مناصرته.

المعضلة تكمن في أن تركيا راهنت بقوة على الحليف الروسي وأدارت ظهرها لحلفائها في الناتو، ذلك ما بلغ ذروته باقتنائها منظومة صواريخ أس 400 روسية الصنع، الأمر الذي يتعارض مع سياسات الناتو والذي تسبب في غضب الولايات المتحدة منها وإيقاف خطة تزويدها بصواريخ باتريوت الأميركية.

تركيا التي بات من الأكيد أنها خسرت الروس اليوم في إدلب على أقل تقدير عادت مجدداً لطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأميركية وقدمت طلبا رسميا للحصول على منظومة الباتريوت، لكن من الواضح أن واشنطن مازالت غاضبة من تركيا، على الرغم من أنها لم تبد ذلك لكن دائماً ما امتازت واشنطن بحب المناورة، فما يحدث بين حليفي الأمس يصب في مصلحتها.

من المرجح أن يقابل الرئيس التركي الرئيس الروسي خلال الأيام المقبلة، إلا أنه من غير المرجح أن يغير الرئيس الروسي موقفه من دعم النظام السوري في معركة إدلب، خسائر الأتراك خلال الفترة الماضية باتت جلية كما أن خياراتهم باتت شبه معدومة وعلى ضوء ذلك فإن أفضل ما قد يعلن عنه الرئيس التركي بعد لقائه الرئيس الروسي هو انسحاب تركي من إدلب بعد تفاهمات مع الجانب الروسي وذلك في محاولة لحفظ ماء الوجه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .