العدد 4160
الخميس 05 مارس 2020
banner
برنارد شو... وفلسفة صناعة المجد الذاتي
الخميس 05 مارس 2020

من يصدق أن الطفل الذي أجبر على ترك المدرسة في الـ 15 من عمره سيكون في وقت لاحق واحدا من أعظم أدباء القرن العشرين، وسينال جائزة نوبل للأدب والأوسكار، مع إرث أدبي يفوق الستين مسرحية؟ هذا ما فعله الكاتب المسرحي والفيلسوف والناقد الإيرلندي “برنارد شو”.

شرع شو في عملية تعليم ذاتي صارمة، بعيدا عن المدرسة، وغرق بين الكتب ليقرأ منها ما استطاع، كما علم نفسه اللاتينية والإغريقية والفرنسية، واهتمت والدته به وأثمرت الزيارات التي كانت تصطحبه فيها إلى المعارض عن اكتشافه عوالم الفنون والموسيقى والأدب في وقت مبكر، وهذا ما أكسبه شخصيته الأدبية الفذة وعبقريته الفردية نظرا لسعة اطلاعه في مجالات شتى تضم الأدب والفلسفة والفنون والموسيقى والاقتصاد والسياسة. يصنفه النقاد بأنه ثاني أهم كاتب بعد شكسبير، لما كان له من تأثير بالغ على المجتمع، نظرا لتركيزه على قضايا جوهرية كحقوق المرأة والدعوة للمساواة.

في بداياته، رُفضت رواياته الخمس الأولى، ولم يكسب من كتاباته شيئا، حيث عاش بفقر شديد لم يمكنه من استبدال حذائه البالي أو بدلاته الممزقة، إلا أنه استمر في زيارة المتاحف الفنية ومطالعة الكتب والقراءة، حتى ابتسم له الحظ وبدأ يحظى باهتمام دور النشر، ومن هنا شق طريقه نحو المجد والعالمية، وامتازت كتابات شو بالصراحة والواقعية إلى جانب الحس الفكاهي، وقد اكتسب من والده مرحه وخفة دمه، ومن والدته حبها الفنون والموسيقى.

 

لم يكن شو يؤمن نهائيا بالظروف، وكان يقول دائما إن الناس الذين يتقدّمون في هذه الحياة هم أولئك الذين يستيقظون في الصباح للبحث عن الظروف التي يريدونها، وهذا ما منحه الخلود. فهل مازلت بانتظار تحسن ظروفك لتسعى نحو حلمك الخاص؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية