+A
A-

دعوة لتوفير مراكز علاج السمنة بالمراكز الصحية

- البحرين من أوائل دول المنطقة في الانتقال للعلاج "التكنولوجي"

كشف رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمستشفى السلمانية وعضو اللجنة المنظمة لمؤتمر البحرين الثاني للسكري والغدد الصماء الدكتور حسين طه ، أن إحصائيات معدلات الوفاة بسبب مرض السكري ومضاعفاته لعام 2007 كانت تبلغ  وفاة كل 10 ثوانٍ، فيما سجلت معدلات بتر أطراف القدم كل 20 إلى 30 ثانية ، مشيراً إلى أن 60% من حالات الوفيات بسبب السكري تكون نتيجة للمضاعفات التي أثرت على القلب والشرايين، معلنا أن دول الخليج العربي تأتي ضمن الدول ال10 الأولى في معدلات الإصابة بالسكري ، مشيراً إلى أن معدل الإصابة بالسكري سنوياً في مملكة البحرين يصل إلى 15%.

وأوضح الاستشاري طه ، الى أن المؤتمر كشف  خلال جلساته  الى  استمرار ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري في البحرين سنوياً ، ودعا المؤتمرون إلى ضرورة تكثيف الجهود المتعلقة بالوقاية والحملات التوعوية للحد من التصاعد الكبير في نسب الإصابة ، وتوظيف العلاج التكنولوجي على نطاق أكبر في كافة القطاعات الصحية ، والسعي أيضاً إلى إعتماد أدوية علاج السمنة بعد توصيفه  "كمرض" بشكل رسمي من قبل منظمة الصحة العالمية.

وذكر الاستشاري حسين طه  ، أن مرض السكري بمفهومه الحديث بات يشكل وباءً غير معدياً نتيجة لزيادة معدلات الإصابة به بشكل كبير، مشيراً إلى أنه وفقاً لمنظمة الصحة الدولية ، فإن مرضى السكري ارتفع عددهم من 246 مليون عام 2007 ، ليصل إلى 366 مليون عام 2011، علماً بأن توقعات المنظمة لزيادة أعداد المرضى المتوقعة حتى عام 2025 كان يبلغ 380 مليون مريض، كاشفاً أن آخر إحصائية صادرة عام 2017 أشارت إلى وجود 422 مليون مصاب ، و من المتوقع أن يصل العدد إلى 640 مليون عام 2045.

وبين الدكتور طه، أن جلسات مؤتمر البحرين الثاني للسكري والغدد الصماء قام بتغطية أحدث الأساليب في العلاج والوقاية لأمراض السكر ومضاعفاته، بالإضافة إلى أمراض السمنة، والمضاعفات المتعلقة بأمراض الغدة الدرقية والغدة النخامية،منوها أن القائمين على المؤتمر سيعملون إلى تعميم النتائج على المتخصصين في هذا المجال سعياً إلى الحد من زيادة معدلات هذا المرض ، ودعم جهود الخطة الوطنية لمكافحة السكري في المملكة.

جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش اختتام جلسات مؤتمر البحرين الثاني لمرض السكري والغدد الصماء  بنسخته الثانية  يوم أمس الجمعة ، والذي أفتتحه رئيس المجلس الاعلى للصحة  في فندق الخليج واستمر ليومين.

ومن جانبه أكد رئيس المؤتمر واستشاري أول أمراض السكري والغدد الصماء بمستشفى رويال البحرين الدكتور وئام حسين في تصريحات لـ "البلاد"، أن المؤتمر شهد 40 جلسة علمية خلال يومين، وحضره أكثر من 600 خبير ومختص وممارس طبي، مبينا أن المؤتمر أستقبل وناقش جلساته 25 بحث ودراسة مقدمة من أطباء شباب يعملون في مختلف المرافق الطبية الحكومية والخاصة وجامعة البحرين وجامعة الخليج العربي، مردفا لقد قدم المؤتمر شهادات تقديرية وجوائز نقدية للبحوث الفائزة في المؤتمر، مشيرا الى أن دعوة الشباب للمشاركة في بحوثهم بالمؤتمر يأتي من حرص القائمين على المؤتمر لدعم الشباب من الاطباء والباحثين على البحث العلمي وتقديم دعم مادي للبحوث المتميزة.

وأوضح الاستشاري وئام حسين ، الى أن  جلسات المؤتمر شهدت استعراض لاخر  للأدوية  والعلاجات الحديثة والمبتكرة حول العالم  لإمراض الغدد الصماء والنخامية وهشاشة العظام والسمنة ، وما بعد جراحة السمنة في أمريكا وأوربا والمملكة المتحدة ، و التي سيتم طرحها في مملكة البحرين قريبا ، وبعد أن يتم  اعتمادها ، كاشفا الى أن العلاجات الجديدة  تتضمن علاجاً جديداً لمرض السكري والغدد الصماء والسمنة ، مشيراً إلى أن الشركات المزودة لهذه الأدوية كانواً ضمن المشاركين في معرض المؤتمر.

وأوضح  الاستشاري وئام حسين الى أن جلسات المؤتمر التي شهدت حضوراً واسعا للعام الثاني على التوالي من قبل الاطباء في  المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة  ، منوها ان جلسات المؤتمر حظيت ولاول مرة بحضور واسع للباحثين من الاطباء والخريجين الجدد الذين تم تشجيعهم على المشاركة بأبحاثهن ، منوها ، لقد كشفت أفكارهم عن ابحاث  ودراسات جديدة  قاموا بها وساهمت في إثراء ألنقاشات ،  معربا عن جل شكره وتقديره  إلى وزارة الصحة وجمعية السكري البحرينية ، وكافة مؤسسات المجتمع المدني والتي دعمت المؤتمر بشكل واسع.

وأشار الاستشاري وئام ،  إلى ان المشاركين الخارجيين من دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط وعدد من الدول الأوروبية قد أبدواً إعجابهم الكبير بمستوى الكوادر الطبية البحرينية، وما تبذله المملكة من جهود كبيرة لعلاج مرضى السكري وتوفير الرعاية اللازمة لهم ، فضلاً عن الحملات التوعوية المستمرة، مؤكدين استفادتهم من أوراق العمل التي تم تقديمها من قبل المتخصصين والباحثين البحرينيين في هذا المجال، مشيراً أيضاً إلى إشادة الحضور بتنوع جلسات المؤتمر، وتركيزها على آخر التوصيات العلمية في التشخيص والعلاج.

من جانبها أكدت الدكتورة دلال الرميحي من جمعية السكري البحرينية أن علاج مرض السكري لا يجب أن يقتصر على أعراض المرض فحسب، بل يجب أن يمتد إلى علاج أبرز مسبباته، وهي السمنة، والتي تم اعتمادها من قبل منظمات الصحة العالمية كمرض بشكل رسمي، مشيرة إلى أن السيطرة على السمنة والوقاية منها سيؤدي إلى تقليل نسب الإصابات بالأمراض المزمنة ، كالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والكولسترول بالإضافة إلى الصحة النفسية.

وأوضحت الاستشارية الرميحي ، الى أن علاج السمنة في البحرين  يتطلب مزيداً من ألاهتمام من خلال التوعية بمخاطرها الوقاية منها، داعية من جانب آخر الى  زيادة مراكز علاج السمنة، سواء من خلال توفرها في المراكز الصحية الحكومية ، أو من خلال القطاع الخاص، فضلاً عن زيادة التخصص في مجال التغذية الصحية السليمة، كما دعت إلى ضرورة التصريح بأدوية علاج السمنة بشكل مقنن للمساهمة في علاج هذا المرض.

واستعرضت الرميحي إلى تطور العلاج التكنولوجي في مجال علاج السكري والغدد ألصماء مشيرة إلى  البحرين تعد من أوائل الدول في المنطقة التي طبقت الانتقال من مرحلة حقن الجسم بالأنسولين إلى استخدام مضخات الانسولين يمثل نقلة نوعية في مجال العلاج التكنولوجي ، مشيرة في هذا الاتجاه إلى قيام الجمعية بجهود حثيثة لتوفير تلك المضخات من خلال التعاون مع المؤسسة الخيرية الملكية والمبرة الخليفية  والجهات المتبرعة، في ظل ارتفاع كلفتها في الوقت الراهن.

وأضافت أن العلاج التكنولوجي أيضاً تضمن إمكانية مراقبة وقياس السكري من خلال مسح الجلد دون الحاجة إلى الوخذ الذي كان يؤرق المرضى ، بل وبالإمكان أيضاً مراقبة السكر بالنسبة إلى الأطفال المصابين عن بعد من خلال أجهزة حديثة وصغيرة تمكن أولياء الأمور من متابعة قياساتهم في المدارس على سبيل المثال.

وأشادت الاستشارية الرميحي ، بجلسات مؤتمر بدر وما تضمنته من نقاشات وأوراق عمل غنية بالمعلومات وأوراق العمل المتخصصة في مستجدات الوقاية والعلاج، مؤكدة أن مثل تلك المؤتمرات تسهم في الإطلاع على كل ما هو جديد، بما يسهم في تعزيز الصحة العامة على صعيد مرض السكري والغدد الصماء.

من جهة أخرى قالت الدكتورة كوثر العيد رئيسة جمعية أصدقاء الصحة أن الجمعية نظمت على هامش مؤتمر البحرين الثاني للسكري والغدد الصماء حلقة ضمن الحملة المجتمعية الوطنية "السمنة لا تليق بي" للتوعية بأمراض السمنة وكفيفة علاجها والوقاية منها، وذلك من خلال تنظيم حلقة حوارية مع الرابح الاكبر بالحملة لسرد قصة نجاحه للتخلص من السمنة.

وأردفت أن هذه الحملة تأتي تماشياً مع جهود مكافحة السمنة في البحرين ، لاسيما مع الزيادة المضطردة لأعداد المصابين بها، والمهددين بالإصابة بالمضاعفات الناتجنة عنها كأمراض السكري والقلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، مشيرة إلى أن نسبة زيادة الوزن والسمنة لدى الاشخاص الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عاماً بالمملكة قد تجاوز 70%، بحسب المسح الصحي للبحرين في عام 2007.

وأوضحت العيد ، أنه في ظل زياد نسبة السمنة نتيجة عدم الوعي وممارسة انماط الحياة الصحية كالنشاط البدني وتناول الغذاء الصحي، جاءت فكرة هذه الحملة التي تهدف إلى مكافحة السمنة والتقليل من الأمراض غير السارية، وذلك بالتعاون مع المحافظة الشمالية، من منطلق الشراكة المجتمعية.