العدد 4145
الأربعاء 19 فبراير 2020
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
وما أدراك ما سوء التخطيط!
الأربعاء 19 فبراير 2020

لا حديث يعلو هذه الأيام فوق الحديث عن العقوبة التي فرضت على نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بحرمانه من اللعب لسنتين في جميع البطولات الأوروبية بالإضافة إلى غرامة مالية تبلغ 30 مليون يورو بسبب وجود ثمة تلاعبات في القوائم المالية للنادي مما يعد انتهاكًا صريحًا لقوانين وسياسات الاتحاد الأوروبي!

لا ننوي من خلال هذه المساحة المتواضعة الحديث عن العقوبات وعواقبها الوخيمة التي قد تؤدي إلى أبعد من الاكتفاء بالحرمان الأوروبي لأن الغير قد تحدث عنها بإسهاب..إنما سنسلط الضوء عن سوء التخطيط وضعف النظرة الفنية التي كانت عنوانًا لإدارة “المواطنين”!

  هناك عدة أسباب أدت إلى أن يصل مانشستر سيتي لهذه المرحلة الحرجة.. يأتي في مقدمتها قانون اللعب المالي النظيف الذي ينص على أن تكون المصروفات متوازية مع مدخول النادي وقد تم ابتكاره خصيصًا لضبط عملية بيع وشراء اللاعبين حتى يتحقق مبدأ المساواة بين الأندية.. لكن إدارة السيتي وبسبب كثرة الصفقات الباهظة الثمن منذ اكثر من سبعة أعوام أجبرت غرفة التدقيق بالاتحاد الأوروبي على تحديق أنظارها على الحركات المالية للنادي!

وقد زاد التركيز على قوائم السيتي المالية في عهد غارديولا وفيه أبرمت إدارة النادي العديد من الصفقات بمبالغ فلكية تجاوزت حاجز المليار يورو في ظرف ثلاث سنوات فقط وكانت سببًا وجيزًا لليويفا ليكثف عمليات فحص الذمم المالية للنادي لأنها بطبيعة الحال لا يمكن موازنتها مع أرباح النادي حتى لو جنى الفريق مكافآت الفوز من جميع الألقاب المتاحة وبالتالي تخل بقوانين اللعب المالي النظيف وتتم الإدانة بسهولة!

  ما نريد الوصول إليه أن إدارة مانشستر سيتي كانت تنوي صناعة فريق بقيادة غارديولا يكون قادرًا على المنافسة بقوة على لقب دوري أبطال قبل أي بطولة أخرى.. لكنها لم تدرك أن الوصول إلى المثالية المطلوبة لا يكون بدفع الأموال بشكل عشوائي ودون تخطيط واضح.. فهي اعتمدت على التكديس ولم تبرم الصفقات وفقًا للحاجة الفعلية مثلما فعل منافسه ليفربول الذي تزعم على العرش الأوروبي وبات قريبًا من الاحتفال بلقب البريميرليغ وهو لم يدفع حتى ربع المبالغ التي دفعها السيتي.. فعندما يحضر سوء التخطيط يغيب النجاح حتميًّا!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية